كنتُ لِأهوي
لولا أني تذكرتُ
الثانية الفاصلة
أسرع ثانية عشتها
أطول ثانية عشتها
ما بين وثبتي إلى الرصيف
وثبة أيّ شخص ما عداي
ووصول الميترو..
المُقل العمياء
الإشارات المُطفأة
السُّترات المتلاشية
المشهد المُتبقي بعد انطفاء الكاميرا
الاحتراق الوشيك
للقماشِ على المعدن
للجسدِ على المعدن
للآمال المستبدّة
إذ تمحو تفاصيل الفرح الصغيرة..
للأفكار الصاخبة في رأسي
التي كبّلتني دهورا
والتي كانت ستنفرطُ مثل حبّاتِ عنبٍ أفرطت في النضج
ووطأتها الأقدام الغافلة بِصمت..
الأرض التي مادت
الصراخ الهائل
السُّكون الكوني
انقباضة الرحم الأخيرة
إنسانٌ يشهدُ ولادته
ذهولٌ
على الرصيف
ثمة من يشهد ولادته الثانية
والحياة باسطة كفّها لي من جديد..
عبير عبدالواحد