_ 1 _
لم أكن كغزل البنات
شديدة الحلاوة
هشة كطفولة زهرية القلب
سريعة النسيان كوهم فرح
لحزني طعم الهندباء البرية
لا يكف عن نفخ الأمنيات
رغم المرارة
كلما أشاروا للحب
نظر الفل إلى قلبي
وتفتحت على جسدي
عيون الزنابق
تقطفني من أخمص العطر
وتغمض أسرارها
وشى النسيم فارتعش الطريق
للحب كنت وردته الواحدة
من ضلعه نمت عرائشي
بجرعة شوق زائدة
كم نزعت مسامير القرنفل
عن صلبانها
وفتحت باب القفص
لم يخرج أحد
عالق بي كأغاني الحنين
في عش الذاكرة
أنعشتها ملامحك الماطرة
جرح يصرخ حد الشقاء
لن تكوني يابنة الغيم
رغم النقاء
على هذه الأرض
سوى ظلال عابرة
_ 2 _
لم أكن أعلم أن لي رحم شجرة
إلا حين قطعت
يد الفأس أيضا كانت أحد أغصاني
اليأس حطاب يصيد نفسه و يحترق
برهاب الشتاء
وحده من علم أن لي رائحة غابة
اختبأت في عينيه الذئبيتين دروب الغدر
وكنت رأس الوعل الذبيح
الذي هوى وليمة للخيبة
في غابك المسجون لجته ابتلعت
حنجرة العنادل و غصت بخلاخل الصدى
قبرة تسكن جذع الظنون
يرعشها فأس القدر المائل
قضبان روحي تأسرنا معاً
أنت والفضاء العتيد
الموت خريفي الطارئ
كمقعد مهجور
تعرت مني المواعيد
والريح تكنس أوراقي اليابسة
حتى إن عاد الربيع
لا توقظني من سباتي
ينتفض الوريد في توقه للنسغ
كغصن شجرة مقطوعة الجذع
جف على شفتيها النشيد
بصمت تعاني احتراق الشمع
_ 3 _
لا شيء سوى أني
أكابر كمحبرة اندلقت في وجه الخيبة
بدلاً من أن أجف
حرفت مسرى الدمع قليلاً
كي لا تروني مبللة بين السطور
يتمطى حزني ولا يغفو
كظل يرفع شمسه
يرسم النهار واقفاً
على ليلين من تعب
يدحرج ألمي كرة لا تهدأ
كم أرقني وجهك الذي لا ينضب
ماسيُّ المعنى
أدنو تأخذني الدهشة بسحر البريق
أرتدي ظلك القاسي ارتباكاً
خوفي الذي كنت
منه أخاف
هل حقاً أنت أنت فقط
أم أفكاري أصابها فصام الرؤيا
كيف أخبرهم أني وقعت
في حب إله يسكنني
له رائحة عشبك
يرى بأم عيني مالا تراه
أبعد من كذبة الحياة
يدلني في الغبش
زهر الطريق.
______________________
صفاء علي محمد