تتزاحم الصور في خاصرة الزجاجة
والحياة رهينة على طرف كأس تنسكب
بطعم المزاج
قلتها
وكأن الوقت تأخر لملئها بما
خبّأت من لواعج الروح
احتسيت ماقد يشبع الفؤاد
وعبّأت في ذاكرة القوارير ما ماتبقى
من كلمات حب وصفاء وجعلت أغنّي...
أذكر أني غنّيت وغنّيت هذا الصباح
تغنّيت بالحب وبالجمال
تغنيت بالكره والعناد وكذا بالحب الجبان
تغنيت حتى بذاكرتي المفقودة
تغنيت غنوة وجعي لفاطر السماوات والأرض
وأخفيت...
أخفيت وجعي
نعم أخفيت وجعي
وقلت ...
يا سماء...
احجبي بغيماتك الزاهدة ملامحي الحزينة عنّي ...
واتركيني كما أنا أختبئ كما الأطفال بين قصصي البسيطة المضحة
ثمّ قلت...
يا سماء
لا تمطري إلاّ حين ألقاكِ هناك
على شموخ ربوة التبتّل
وأتركي سرّي بين جيوبك
فأنا لا أريد مطرا
إلا وقت الإغتسال
حين ألقاني مع ابتسامة الفجر وأنا أسجد
كما الزاهد وقت الإصطفاء
لا أريد إعلان ثورتي الآن
لا أريد إعلان ثورتي إلا وقت إختفاء ازدحام الصور
حين الإنعتاق من عنق الزجاجة
فثورتي قد تنسيني الخوف فيها
وأنا أتأملها مثل ولادة متعسّرة
قد أجفل منها وأنسى
أو أتذكر لحظات الوجع الأكبر
وهل أنا نسيت الوجع لأتذكره
أذكر حين كنت أستفيق
وكنت بالكاد أعرفني
لألقاني في قصيدة شعر تكتب بماء القلب
أوفي حكاية من الحكايا التي تمرّ بذاكرتي
فأرسو على آخر حكاية عشق مستبدّة
ماجدة رجب