أنا فكرة غير صالحة للأمومة بعد...
انا حفيدة الشعر، أُحلّق في فضاء الكتابة،
لأبقى كما أنا، على قيد الجنون،
أختبئ بين أصابع القصيدة.
سقطتُ فجأة، لا أتحسّس أطرافي،
مبلّلة بحليبٍ ملوّثٍ بالحبر.
أنفض السرير من عوالق أحلامي المتطايرة،
ألتقط ابتسامة، أرتديها،
وأُلصقها على وجهي في المرآة.
أتأمّل كم كبرت سريعًا،
بثور الحزن تظهر...
نعم، أنا أكبر،
يا إلهي.
أقف بحيرة أمام طفلتي التي تتلاشى
بسرعة مرعبة.
أتأمل كيف نحت الزمن ملامحي بقسوة،
ثم أدرك:
أنا امرأة من خوف،
تُعانق مخاوفها بشدّة،
غير صالحة سوى أن تكون خيبة.
أنا غير صالحة إلّا للشعر،
أتدلّى من ذاكرةٍ مبعثرة
كفراشةٍ محترقة الجناحين
أنا ما زلت طفلة أبي المدللة
التي لم تكبر في عينه،
لم أنضج لأصبح كلّ هذا،
ولأكون "أمًا".
أنا مزيج من حليبٍ وحبر،
لم أتعلم الأمومة قط،
لم أتعلم كيف نرثها عن أمهاتنا،
لنتمرن على العطاء
بهذا الكمّ الهائل من المشاعر.
أنا عاجزة عن بلوغ الأمومة،
عن إهدار الحب،
و أن أكون أكثر من قلب يرتجف.
ياسمين مصطفى