ثم جاءت الحرب
وسقطت الطبشورة من بين أصابعي،
نزحت المعادلات
وتشردت الأرقام، وتفرقت المصفوفات والقوانين المهيبة..
رأيت بنفسي جدول الضرب يضع حقائب كبيرة في صندوق سيارة أجرة ويختفي معها.
كنت مدرساً نشطاً للرياضيات،
واليوم و بعد مرور خمس وعشرين ألف جثة على بداية الحرب،
ذهبت إلى المدرسة لأول مرة
تسلقت ركامها بمشقة
وصعدت على ظهر حصتي الأخيرة..
من هناك
وقفت أراقب - بارتباك تلميذ -
سرباً آخر من الأعداد الطبيعية وهو يهاجر نحو المشافي،
والمقابر،
والقنوات الأخبارية البعيدة.
قيس عبدالمغني