مكتظّة بالضّوء
ذكرى الكشباطي
لمّا باغتِّني بالحضور
كنتِ مكتظّة بالضّوء والخزامى
وكنت أضجّ بالفراغ
شريدا دون نجم
دون بوصلة، دون غاية
ولا شراع!
أقدامي من غبار
أقدامك من حرير
أقدامي منحلّة كالملح
في المياه والأزباد والرّحيل
وأقدامك كالنّخيل
معجونة للدفء والأوطان
للسّلام، للطّهر للأمان والرؤى والحنين
أيّتها العارية من كلّ سرّ
أنا الغجريّ المنذور للرّياح،
لم تخلق يديّ للملامح الصّولجيّة
وللجبين الغسقيّ
والأنامل الخضراء المرمريّة
وللأحلام الريّة البراح.
قفي ولا تفلقي مزيدا من ظلمتي!
فلن تنمو بقحطي شمس
ولن ينبت من رحم فراغي ياقوت
ولامرجان ولاورد ولاقثّاء ولاعدس
قفي وأريحيني من رهق السؤال
وقولي
كيف أوازي جدبي بخصبك؟
وكيف أساوي ظلامي بنورك؟
وكيف أواري بطهرك خطئي؟
وكيف أحيكك لأقدامي أرض
وبين يديّ يستحيل كلّ خيط
إعصارا وزوبعة