إسمي صلاح
صلاح يوسف
____________________
إسمي صلاح
أكره المشاعر المعلبة
ألفظها كطفل في أعوامه الأولى
وأبصقها بشدة على وجوه الحمقى
أحبها طبيعية وطازجة
كحبات كرز في قطافها الأول
دافئة كيد أم
تمسد شعر وحيدها حتى ينام
وهي تدندن له أغنيته المفضلة
إسمي صلاح
أكره رسائل الحب
التي تصل إلى عناوينها متأخرة
كقطار قديم ولاتجدك
فقد شاخ الإنتظار
على رصيف القلب
ورحل الحب يجر أذيال خيبته
أحبها بريئة كخطابات العشاق
في خفقات المراهقة الأولى
وهم يكتبونها بيد مرتعشة.
إسمي صلاح
أكره الهدايا الملفوف بعناية
والمبهرجة كبهلوان في سرك البلدة
أحبها بسيطة كربطة شعر جدتي
كتفاحة في يد طفلة تمدها إليك
دون أن تفكر في غسلها
إسمي صلاح
أكره التسريحات
وصيحات الموضة
وأكوام المكياج
أحبها أنثى برية لم تروض
كفرس جامحة
حقيقة وجميلة
أحب الشعر الغجري المجنون
تشكله الرياح فيتشابك
وتداعبه النسمات فيتطاير
ويغفو حين تضفره الأنامل
إسمي صلاح
أكره العشاء الفاخر
في جناح موارب
بين جدران باردة
والولائم المثيرة للصداع
أحب التسكع على الكورنيش
والتسلي بالذرة المدخنة
وأنا أطالع البحر
أحب الإنطلاق كدوري
يستقبل الربيع مغرداً
حراً يستنشق الهواء ملء رئتيه
وحين أتعب ألتحف زرقة السماء
وأنام بفرح على العشب الأخضر
إسمي صلاح
أكرهه شهادات التقدير
ولا أحب تعليقها على حائط مكتبي
إنها تنام في الأدراج
كقطعة ثلج باردة
أحب التقدير
في عيون الجرحى حين أواسيهم
في عيون المرضى حين أزورهم
تلك النظرة
المغموسة في بحار الحب
هي شهادة التقدير الحقيقية.
إسمي صلاح
أكره المظاهر الخداعة
والتفلسف الأجوف
وأكره الساسة المتلونين
والمهرولين خلفهم
يتسولون منهم مايسرقونه
من خزائن الشعب.
أحب الفقراء بكلماتهم البسيطة
كقطع السكاكر تذوب في فمي
إسمي صلاح
أكره ومللت التقاليد البالية
والمجاملات الرخيصة
والأشواق الصناعية
أنا لا أكتب الشعر للنخبة
أكتبه للفقراء
المبتسمين وفي داخلهم
مدن من الشقاء
لجيوبهم المثقوبة
لبطونهم الجائعة
لقلوبهم التي لاتحتاج
لحقن مورفين حتى تنبض ..!