وَإن أرَقْتُكَ دَمعَةً مِنْ عَيني
وَإن صُلِبَتْ تلكَ الفرحة
وَلو رُمِقَتْ هذهِ الضّحكةُ الجزلى
لَنْ أخلَعَكَ من قلبي
لن أعتقكَ من حنيني
وإنْ أنكَرْتُ نفسي
وَخبّأتُها في خزائنَ عميقة
كي لا أقترفَ كلماتٍ لم أفكّر فيها
أو نغمةٍ لم أدندن بها
وإنْ جعلتُني أتبرّأ من كلّ ذاكرة
أدفنها عبر شقوقِ أوراقي القديمةَ كي لا تراها
وأنا أتمتمها في صلاةِ. حروفي
أخافُ أن تسمعها
وتمعنُ في غيابكَ الباذخِ والحرّ
وأظلّ أنا وحدي هنا
أسامحُ حتّى أكرهَ
وأرتطمَ بالأشباحِ حتّى أستسلمَ
للموتِ السّهلِ في الغيابِ
وإن لم نلتقِ
ولو كُنّا في منافي الغيابِ
ولو أني في غياهبِ الجبّ
ولو أنّي في النّسيانِ
ولو أني أستفيقُ منَ السّباتِ
لَوفيتُ عِشقكَ حقّهُ
لقبّلتُ هذا الوجودَ السّرمديّ
وأشبعتهُ ذوباناً وزدناكَ قُبلاً وَألقاً
أنا أوراقكَ الحميمةَ
ترصّها وأسرارَنا والوردَ والعصافيرَ وأنفاسنا
حينَ نكتبُ رسائلَ الفراشاتِ
ودموعَنا المتدفقة من عينينا وجُرحَنا
أنا ....
كيفَ سأبقى على قيدِ الصّباحِ وَقُبَلَ الصّباحِ
قصائدَ أملٍ من وَجَعٍ
من ظِلٍّ موجوعٍ أكتبها كي تشتهي لقاءنا
وتَضعَ نقطةً أولَ السّطرِ
ابتسامتي الناعمة تأخذك
من نسيانٍ إلى حُضنٍ
كي تشعرَ بي وتُداري قبضةَ شوقي ولا تُفصح
لأن ّ لجّةَ العناقِ لنْ تعتقَ شقائي بين يديكَ
وأنتَ تضعُ أقفالَ الصّمتِ على شفتي....
هديل داوود
Hadeel Daoud