ليس للشوق رائحة
هكذا ظللت أقنع الهواء
ان رائحة الحليب المحترق الراكن في شقوق المساء
ليس صادرا من قلبي
وأن الدخان من ت ح ت ي
ليس له علاقة بجوعي القديم لحنان رجل
لم يقتنع
ولا حتى انا!؟
من يتحمل وزر المعنى
وكلينا هاربان من بوتقة التملك والإعجاب
من يكشط أوراق التقويم
على حائط صدري
دفعة واحدة
بدل أن يحييني العشق و يقتلني
يـومـًا بيوم
لاسمك شبهة بالفرح
كما له شبهة برائحة الإكليل المقطوف من رأس جبل ساعة البُكور والكَسرة ساخنة تسري من المطبخ
الى سدرة رئتي
تقول العجائز في مدينتنا باللغة الدّارجة
"العشق في بّيارنا حتى حلى مانا"
لنا بئر عميق في حوش بيتنا
ماؤه بارد في هذه الأيام الحارة
لكنه بلا طعم
بلا طعم كالمرارة
مثل فشار أمس الذي تناولته وانا أشاهد
فيلم Crazy Rich Asians
مثل اللاشيء الذي أستطعمه في كل شئ
يبدو اني فقدت حاسة الذوق
منذ ان توقفت رائحتك عن استفزاز حواسي
فألجأ إلى شم الذكريات
و أحول وجهه المتسرب من رمل يدي
إلى محطة عطر
أسافر بعيدا عنها
واعود كل مرة لأستنشق ملء رئتي
لا أنام ليلا إلا اذا تخيلته معي
أضع رأسه على صدري واحكي له
حكاية" لونجة بنت الغول"
أغني له
حتى تسقط بَتَلات النجوم على وسادتي
وأرزقه و إياي غطاء جلد دب قطبي
يجمعنا تحت ريشه بعد أن هاجر من قطب شمالي
إلى خط الإستواء الفاصل بين نهديّْ
و بقى كبجعات مَلكية يرقص على بحيرة الألوان
أتذكره بكثافة مفرطة
وأوهم نفسي أني لا أشتاق
انا فقط أقوم بأعمال صيانة لحاسة الذوق
Nihad Zahwat Albal