حينَ تُطلُّ على المعنى
ترتفع ُ أشجار ُ القصائد
تركض ُ الأنهار
تتراشق ُ الجَّداول
تصطفق ُ كلُ نسمة ٍ عابرة
بنوافذ الحلم
يفوح ُ الياسمين
تضحك ُ السّماء
وتصبح ُ أراجيح َ للغيم ِ والمطر
***
حين َ تطلُّ على المعنى
تثمر ُ الأغاني العقيمة
تنضج ُ السّنابل ُ اليافعة
تأكل ُ العصافير ُ من قمحها فتولد ُ الألحان ُ طازجة ْ
بيضاء َ دافئة
كحليب ِ الأمَّهات
***
حين تطلُّ على المعنى
تكبر ُ البيوت
تخرج ُالأوطان ُ المخبّئة في جيوب ِ الحالمين إلى الشّوارعِ العريضة
المُنهَكة
تتماهى المنافي في شريطِ الذّكريات
بلا عودة
***
حين تطلُّ على المعنى
تتحوّل الأخبار ُ العاجلة على الشّاشات إلى أخبار ٍ سارّة
تزفُّ الحياة وتفنّد ُ كلَّ ماجاءَ فيها مُسبقاً من موت
***
حين تطلّ على المعنى
يهرب ُ الموت ويلملمُ توابيتَهُ بعيداً
تخجل ُ السّجون ُ من نفسها
يعود الغائبون
تتعطّر النّداءات
تسقط ُ النبرات الطائشة من حبالها
تقتل ما تبقى من صمم العالم
وتعلو ..
وتعلو ..
_______________________
حنين الجبور
أراجيح الغيم