
لم أعد أُميّزُ ما إن كانَتْ القصيدة
أنتِ أم أنتِ القصيدة
لم أعد أُميّزُ ما إن كان النص على ورقٍ من حرير
أم أنتِ أبجديّة مطروحة على السّرير
إن كانت نقاط الحروف مجرّد نقاط تعريفيّة
أم هي شامات سوداويّة
أيعقَل وأنّي طول هذي السّنين
لا أكتُب على ورقة
إنما أبعثر تمرّدي على فستانٍ جائعٍ صغير؟
إذن!
أين ذهبَ هذا الحبر الذي سكبتهُ على ثغر القصيد؟
أزرار مَن تلكَ التي أفتحها وأغلقها؟
أكمام مَن تلك التي أطويها وأسدلها؟
تُرى أينها نقاط ضعفي وقوتي
التي خبأتها؟
أذكرُ أنّي تركتها في الجيب الأيسر من صدرك
أيعقل أن تكون القصيدة أنثى؟
وأن تكون الأبجدية أنثى؟
وأن أكونَ طولَ هذي السنين
مشغولاً
بكتابةِ
وحياكةِ
وغزل
أنثى!؟
لم أعد أميّزُ ما إن كنت
بدويّ أم مخضرم أو متمدّن
في عصور اللغةِ والكتابة
لم أعد أميّز ماهية الأشياء
ولا طعم شتّى أصناف الغذاء
منذُ أن تذوّقت لقمة الحب من بينِ شفتي السّمراء
أغيثيني أرجوكِ
وأعيدي هندستي وترتيبي
وعلّميني مبادئ العدّ من واحد
حتّى العشرة
قبل الوقوع في حبِّ امرأة مثلك لا تعرف الرّحمة
لا تعرف الهدنة
________________
بتول ابراهيم داؤد
Batoul Daood