منذ اخضرار عودي
كانت أمهاتهن تعلمهن كيفية وضع أحمر الشفاه
وكانت أمي تعلمني كيف أفرد ظهري
كيف أثبت دبشك البندقية تحت كتفي
اغمضي عين ..
حددي بعينكِ الثانية قلب الهدف
أضربي ..
تشجعهن أمهاتهن بأدوات التجميل
تربت مشجعة على ظهري المفرود بعد إصابة الهدف.. لا بأس
يتفاخرن بالفساتين الملونة السادة والمنقوش الذي يحدد الجسم والآخر الذي يخاصم الخصر
أعد على أصابعي الصغيرة كم هدفًا فزت باقتناصه
بفوارغ الرصاص أصنع عقدًا يتوسطه رصاصة مكتملة
كرة بلاستيكية نقص ثلثها نملؤها بالكيروسين
لا يجوز لي الدهشة
أبتلعها مع ريقي المر
تأمرني... هيا أشعلي عود الكبريت
أشعله...
نفعل ذلك مرات كثيرة
نلقي الكور حول محيط غيطان الذرة
منتبهتان بألا نصيب الزرع
وأن تصاب الذئاب بالهلع فلا تقرب البيت
لم أرَ أمي مصابة بضعف قط
قوية كوتد
يثبت جبلاً كي لا ينهار
تقول بترقق ليس من طبعها
" أعلمك حتى وإن كنتِ في غابة تستطيعين العيش بقلب نمر لا يخاف سريع وقوي"
هي من أقنعتني أن النمر ملك الغابة ولا حاجة للزئير لتكتمل القوة
تهمس بخجل النصح لا بالطبع
"أنتِ وإن خرجتِ على الناس والعجين بيديك ستخطفين لب الرجل الرشيد
لا حاجة لكِ بما تفعله البنات. "
أمهاتهن يتبارين بأناقة بناتهن ، هذا كل ما تملكنه
وأباهي الكون بأمي
التي ما إن تضحك يبسط الله يده لكل من آمن ومن صدّق ومن كفر .
ماجده حسانين