لا شيءَ يستحقَّ البكاء
لا شيءَ يستحقّ البكاء
الولدُ الذي جعتَ مراراً
من أجلِ ثيابهِ وكتبهِ المدرسية
ثم عادَ ولم يصل
في لحظةِ مفاجأةٍ في الطريق.
الصلاةُ كُلَّ ليلةٍ والنذور من أجلِ غائبٍ
غارقٍ في نرجسِ الكلام .. ومرايا الأنا.
لا شيءَ يستحقُّ البكاء
العائلةُ التي أسقطتكَ عنوةً من شجرتها
الحبيبُ الذي أهدرتَ روحك في دقّةِ الوفاءِ له
بينما يتفنن في تخوينك بكل مشهدٍ .. ويخون
لا شيء يستحقَّ البكاء
الأصدقاءَ .. الأصدقاء
الذين غيّبهم حَزنهم بأنهم يتصاغرون
والذين جرّحهم مِشرطَ الشعر في يدك
من دون حتى أن تَشيرَ به اليهم
بينما تذبحَ لهم نفسك كلما أتوا
فيشربون.. ويأكلون
ومن دون حتى أن تفهم لماذا :
يغدرون.
لا شيء يستحقّ البكاء
الطفلةُ الغافيةُ على وجعٍ لم تدركه بعد .. فهي طفلة
بقايا الحب على طاولةِ التذّمرِ والضجر
حجرُ الصدِّ الذي كسر بلّور الحنين
الشوقٌ للغفلةِ الساهية
الابتعادُ عن الحبِّ كي لا يموت
وجع الفرحِ الأعمىُ
دماءُ اللهفةِ على جدرانِ التأنيب
محاولاتُ الهربِ "الفاشلة "من الجنون
أكداسُ الندمِ في خميلةِ الشوق
جثث الأغنياتِ على قارعةِ الرحيل
الصمتُ العظيمُ أمامَ زهرِ الأكاذيبِ وأقمارها
جوعُ الحب وقحطه .. صمتُ السماء .
لا شيءَ يستحقّ البكاء .
آمنة محمود
12,8,2018