حذاء الدروب
كيف أقنع العصافير اليوم،
أنّه لا حاجة لنافذةِ صبحٍ
لينهمرَ الضوءُ
على شرفات الرّوحَ؟!
و لا حاجةَ لفساتينٍ على مقاس بلقيس لننتشي شعرا ،
ولا لرائحة الأرض في انشودة السيّاب
لنرقصَ بلا حزنٍ تحت شآبيبِ المطر،
هما حرفين فقط؛
تمددا على طول نهرٍ من نبيذِ اللهفة،
وتوضّأا بندى شقائق النعمان
على خدِّ الفجر.
الوقت الآن..
قبلةٌ على ثغر الشعر،
تندّر واختزلَ الزمانَ بالمكان،
انعتاق الضوء في سيلفي للقطة شاشة.
فما حاجتي اليومَ لقصيدةٍ أخيرة
تنعي كَتِفاً مائلاً منذُ ألفِ وجعٍ،
وأجنّةُ الشعرِ الليلة بحصانةِ رحمِ عينيكَ..
اليومَ وليس قبله،
يحلّقُ الشغفُ بلا أجنحة،
ريشةً بفضاءٍ ساحر؛
يرسم الوطنَ حديقةً وسور.
الآن...
انتهى ماراتون الركض المبلّل بالفقد،
فالمسافةُ أهدت القصيدةَ الحافيةَ حذاءً لمتتاليات الدروب،
فلا ضير من أشياء الطريق؛
وأنتَ لا غير...
المسافةَ التي تفصلني عن الأشياء .
هيام عوض /سورية