مجلة قصيدة النثر

اصوات شعرية

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الأكف لا تتذكر أسماء من صافحها _ احمد دياب

الأكف لا تتذكر أسماء من يصافحها
 ________ احمد دياب_________

أن تكتب على كفك بعض ذكريات
وترى الحصادين على وجوههم غبرة الأيام
وتخيط  كمك المقطوع من مناجل الوقت
ستعد ورق شجرة التفاح ورقة ورقة
أنا غير مشتعل بصوت الزرازير وهى تفر للبعيد
خذني كرماد ليس له  مأوى 
خذني كرابية نبتت عليها أزهار الطيبة
لمواسم أخرى
أن تكتب على يديك لغة تتجاوز فيها ما عرفت
وما لم تعرفه ومالم تره 
فالأبطال لا يعلو صوتهم 
طالما لم تشف أحلامهم 
لتعود كرامة الوجه
على المياه الإقليمية لحدود الجرح

عندما نفضي الى أمهتنا بموت ينتظرنا 
ونرى النهايات أقرب من غمضة عين
والشروع فى مكون حقيقي للمكان والنور
ذلك الذي يتسرب من أدمغتنا كصهيل مشوش
كن كموسيقى تعزف على أطلال قديمة
في ليل به الريح غير مؤذية
كن أغنية لم تغن
فى فرح عذراء لم يجرب العطر سطوته في منافي الحزن
كن "الكمنجة" على حائط ابنة ملحن مات
  
هي رغبة فى  نزال المستحيل
وقتل الفراغ اللزج فى غرفنا
بل متاهة العرافين حين يبان على شفاههم
أسرار الماء فتهطل على صدورهم
أحرف المدد  
نحن بلا ضمان
وبلا أغطية كافية للتستر
الغائبون لهم أماكنهم 
ولنا المشي خلف جنازات القصائد
سندس التمائم فى ريش الحمام الزاجل
علها تصل الى باب الغفلة
هنا الوقت ضيق كأوردتنا
والنهار قليل على خطواتنا
تلك الموزعة بحرفية على الطرقات

نكتب إلى أرواح تركناها فى السنوات القديمة
أُناس تناسيناها
فوق مدرجات الدراسة وفى محطات الأمسيات
كم من مقاعد فى مقاهي لا تذكرنا
سمرت أجسادنا على  خشبها  وثرثرنا
وحاسبنا لغرباء لا نعرفهم

نحن بلا أسماء 
بلا فانلات تقينا نظرات المغفلين
ما لنا والجروح التي اسودت 
من النبض المفضي الى الذاكرة
لن نرى حتى لا نصاب بعمى الترقب
انه الكي على أصابعنا
الكانت تزخرف حيطان البيوتات القديمة
والأعتاب مهجورة من أيام الطيبين
فخار "القلة "كان الشارع يشرب ماءها

مالنا يبسنا وترملت مواعيدنا
حيث لا أحد فى انتظارنا
سهوا تسط المرايا
سهوا تساقط أيام الغياب
يا حبيبي من يكتبني غيرك 
ومن أكتبه غيرك أيضا 
فثمة سلالم الى فوق
كل شىء هنا ليس لنا
فالفرح بمقاس صاحب الفرح
الموسيقى لا تصل لمسامع الجيران
قلت لى: احفظ طريق العودة
حين يعفرتك الحلم
انا تهجيت الموت ولا موت
قلت أرتل للعاجزين الدامعة عيونهم
للوقفين على طلل البراءة

لا تكتب على يدك أسماء من صافحوك
الأكف لا تحفظ غير اسماء الحميمين
المتحابين المرابطين حول طبلية الليل
أنا يهددني الغياب 
فالشموع لا تسأل الفراشات أنها النار
والبحار لا تسال الصيادين
أن سمكي يحب الغرق
معطلة آبار المرايا حيث لا وجوه تبتسم لنا
هنا الرمال تقضي حاجتها
فى جذوع  شجر غير مثمر
هنا البنايات تلفظ أولادها 
فلا لون ولا السماوات زرقاء

لي الحزن فلا تتبعني
وجاوز الريح إن طرت
أنا عائد .. فالمسافة لا تقبل القسمة على خطوتين
والسيجارة التى فى يدي  رميتها  هناك.

عن الكاتب

شاعر

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

مجلة قصيدة النثر