مجلة قصيدة النثر

اصوات شعرية

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كيف أفسر لكِ _ ناصر قواسمي

كيْفَ أُفسِّر لكِ الطّين 
وهذا العُشب الطّالِع مِن دون أَسبَاب؟ 
كيْفَ أُفسِّر هذا الحَنين 
حين يخرُجُ عن طوْرِهِ فيَعدو كالطِّفلِ على التُراب؟ 
هذا المّلَل في الجِدارِ 
كُلّما مرًّ المُزارِعون صَوْب النّهارِ 
يَقتَفون أثَر الخُبزِ اليَوْمي
ويَصعدون دَرَج الأمسِ يَبحثونَ عن مَعنّى السّراب؟
كيف أفسِّر الأمر لكِ؟
وعيْناكِ أُطوَل مِن نخيلِ وادي " كوكورا " 
أُجمَل مِن زنبقِ الماءِ 
وأسرَع مِن "الشّاهين" يعدُو في سَماءٍ من الغِياب  
يا لوْنَ أيّامي وفِقهي 
مِرآتي حين أُطالِعُ في المَدَى وجِهيِ 
يا وَحْدِي في وحْدِي 
يجلِسُ القُرفُصاء كغيْمةٍ في اِنتِظارِك عِند حرفِ الباب
يا لُغَتي ومَائيِ 
إكسير النّجاةِ في صَلصالِ وِعائي 
اِحتِمال بُلوغِ الوَردِ 
واِنهيارُ المَسافة الضّئيلة ما بيْن الحُضورِ والإياب 
يا سَبَب أسبابِي 
واكتِمال جَسَدِي في عيْن السّحاب 
كيْف أُفسِّرُ اِضطِرابي 
حين أُعانِقُ السُّروَة على الرّصيفِ وأخرُجُ مِن ثِيابي؟
حين أُعانِق الجِدار 
فيزيحُني ظِلُّ الجِدارِ عن جِدارِه 
والشّمسُ تسلُقُ أعضائي 
فتسقُطُ عَني جَميع أسمائِي مُبلّلة بِالحُزنِ والتَغابِي 
والمَّاء في يَدِي حَنين 
وحَنيني في الرّأسِ اِنفِجارُ لُغمٍ 
دَمِي كَمين يتربّصُ بي 
وأنَا على البابِ أقِفُ لا في اليَمينِ ولا في الشّمالِ كِتابي
فَأصحُو مِنَ النومِ فَجأةً
كَعُشبةٍ مِن تَحتِ لُحافِ التُراب
أهُشُّ الطَّير عَن وجهِي
والمَّاء بَللَ الأرضَين في أرضِي واَستَباح ثِيابِي
كيفَ أفَسِّر الآن مَعنَاي
شَكل العَدم في صَحنِ عَيني
سُقوط ظِلّ عن صَهوةِ ظِلِّه
بُلوغ الجَبل سِنّ الرُّشدِ فَوق جَفنِي وأهدَابِي؟
كيفَ أُخبِرك عَن الفَزع
عن مُلوحَةِ مَاءِ البَّحرِ في جِذعِي 
عن كُلّي سَقطَ عن كُلِّي
وكيفَ أُفسِّر الآنَ عِناق المَّاء والنَّار في أَعصابِي؟.

ناصر قواسمي

عن الكاتب

شاعر

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

مجلة قصيدة النثر