مجلة قصيدة النثر

اصوات شعرية

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

رأيت _ عبدالنور الهنداوي


رأيت جداراً يابساً في الحلم 
وطرقات عاصفة 
وسلالات تقطر بالأفئدة
وشجر مخلوع ///
وحجرات ناشفة 
وفسيفساء تمتطي قطاراً من الرموش 
ولهاث دلقَ نفسه على الصرخة 
وهبوط 
في اللحظة التي ولد فيه الضوء 
/ / /
رأيت الذي هرب من وعيه/// ليلتهم الضحك
ويستعمل عِظامه// كوقود- لطهو - الطعام 
رأيت صوت أبي منحوتاً على قطعة أبيّة من اليابسة
ويبدع في إعداد الفواكه اللازمة للنوم
رأيته مسجّى فوق بلّور الجنود
ويغرف من الشكّ/// عرائس من المخمل
خوفاً أن يظل الغروب في حضنٍ مهدّد بالإنتقام 
/ / /
رأيت ظِلالاً مغتصبة 
وعيوناً تراقب البراكين 
ورعاة ينفجرون في الحرية 
وحجارة داخل الأفواه 
وقيصراً في حالة انكفاء
ولحظات ساخنة/// مسروقة من أحد الأنهار 
/ / /
رأيت مطحنة تبحث عن أسرارها 
وترتبط بعلاقة حميمة مع بلاط نظيف
وتدير ظهرها للطيور 
وتنتظر جبلاً من الشمع///
لتملأ به افواه الغرباء

/ / /
رأيت هيكلاً عظمياً ملطخاً بالرنين
وابواق خفيّة /// تتلألأ للحصول على معنى كلمة ملح
وموائد مسلّحة بالشهب الملونة
وفخّار 
يزيّن الأسقف العزيزة
/ / /
رأيت خندقاً عمودياً غامضاً
وينقّب في جثته عن مكان صالح // لارتداء القاع
وزوايا يضع فيها مزهريات خاوية من التعبير

/ / /

رأيت وردة ممتلئة بماضيها
وتودّ الإقامة وحدها في الوراء
حطام خارج لهاثها
وهاوية//
تحتمي بليلة الكريستال 

/ / /
رأيت شجرة بوهيمية عزباء
توزّع ولادتها على الماّرة // والمستنقعات//
وضوضاء الدم
وتلتقط
اجزاء الأسئلة المروّعة
/ / /
رأيت أغنية تقول :
سأصنع مستقيماً حتى نهايته
ويعبث بالسخرية // وبحفنة قليلة من الشهرة
ويداعب دمية بارعة من خارج العالم
واحياناً
يعيش مهنة هائلة مصابة بالدوار 
وبشكل عابر ///
يلقي تحية فاخرة على الجنون 
/ / /
رأيت سقوطاً حقيقياً // لغريب يحاور ذكرياته
الدفينة
ويخوض مع بكائه حرباً دافئة /
ويتذكّر رضوضه البسيطة 
وكيف صار أكبر قيصر لليأس
ويتردّد بالتدخّل ما بين الغريزة التي تشبهه
والعصر الذي لا يحترم الخرافة 
وخطأ الوحول//
/ / /
رأيت مدينة تحوّلت من ضوء ////
إلى غبار
وقالت : انا المرادف الحقيقي لعواء الذئب 
وعكّأز لحم ينتقل من دعاء // إلى دعاء
وملهاة لجأت إلى التضليل اللغوي لانهيار الخلاص
وكيفية امتلاء الفراغ // باغطية نائمة في الاتجاهات
/ / /
رأيت قفصاً زجاجياً / عميقاً / وهادئاً
لإدارة الشظايا
وله أكثر من ليل / بلا رائحة 
وحجارة تريد أن تنفجر
وأحذية ضائعة 
وآفاق منزوعة الألبسة 
وأعمدة فقرية// للإحتفالات الطويلة 
وأمراض
وقرابين
ورقصات
وفاكهة تكتب عتاباً ساذجاً القمر
/ / /
رأيت خطوة بمنتهى الروعة
وتحتفظ بجلدها التالف 
وبنيزك من الخشب 
وبين يديها أريكة منبوذة
وحولها//
فوانيس تتدرّب على الطيران 
/ / /
رأيت ولادة مبتكرة// اختفت في مكان لزراعة
السكاكين 
تاركة علامة فارقة 
زهرة أقحوان وضعت ضميرها 
أمام الضمير 
/ / /
رأيت الذي ردم الجاذبية بالدموع 
وتطاول بشكل فظ// على قاعة خالية من الخطى
وحاور فمه / عن زجاج وصل متاخراً إلى خندق مزركش بالصقيع
ويتثاءب بلا سبب
أمام جرح مهدّد بالإغتيال 
/ / /
رأيت أبي يركض في مقبرة /// ويقول انا الحق
انا باب المقبرة 
انا الذي يخشى أن يكون الحطام
وراود العشب أن لا يكون هو الجرح
أو//
مطحنة الدماء 
/ / /
رأيت سماء سقطت مع جاذبيتها 
ونجحت في تشويش الثقوب البلهاء
وما خلّفه اعتذار اليابسة // لغبار يريد ان يعضّ
بعضه البعض
للإحتفاظ بقمّة موحشة
وينتزع من مخيلته // رواية كان يتناولها بمنتهى
الدقة 
عن حائط المبكى
/ / /
رأيت الإنهيار يتململ في قعر الهاوية
ولا شيء 
يشبه تاجاً يتدحرج أمام ظلّه
لأن استعادة ما أكلته المصادفة/// والرصاص
اصعب بكثير من استعادة الدموع
أو البحث عن أغطية زجاجية للفضيحة 
/ / /
رأيت ضحيّة في سرير
وأمتعة جليلة 
محزّمة بأقدام جاءت من كواكب أخرى
وابتسامات// تحاول أن تتآخى مع وحشة الطير
ثم أن بعض الأقنعة
صنعت خبزاً فذّاً لحَمَلة المناجل
ومشت بخطى حثيثة 
وراء أثر 
خانه الصدى 
/ / /
رأيت غزاة يرفلون باسرارهم 
ويمشون كالسلاسل الساخنة
/ / /
رأيت جسداً بارداً جداً
وتسوّره التجاعيد الدافئة 
وبعض شمعدانات من الصوف
وبعض الثياب الفضفاضة الغامضة
جسد لا نهائي كنهر
فيه دم ///
ونار
وضحك غريب لا يستطيع الوقوف
/ / /
رأيت وردة//
تتلصّص على جثث تكدّست على مائدة
وفيها ملامح رائعة
لقتيل غاضب على الأمس
وملطّخ بالذبول
/ / /
رأيت جنازة أثقل من اليأس
ورمحاً سمهرياً يتحاور مع شجرة 
وأعمق من ياقوت الملوك
ويضحك من أعماقه/// كيف غاص في يوم ما 
في مرآة من الوحل
وتقاسم عناء فاخراً / مع رصيف جاف
وحدّق بلا انقطاع 
في مقصلة دافئة منذ أن خُلق الحرير 
/ / /
رأيت كيف امتلأ البحر بالنار
وكذلك ضياع الأفواه الممتلئة بالأطباق الفارغة 
وملهاة لا تحتاج إلى تصفيق
وعارية من الإبهار
ولم تأبه إلى لحظة الذهاب للفراغ
لتشكّل رغبات /// ليست على بال أحد
/ / /
رأيت أشلاء طيور تشكّلت في العدم
وتحتاج فقط////
إلى دموع مشلولة 
ورؤية لإنتاج البرد
ولا زمن //
لتظل محافظة على ضرورة لا تقبل الجدل
وأعجوبة ملأت نفسها 
بأصوات
لا تريد أن تصل إلى هناك

/ / /
رأيت جثة تحولت إلى حليب 
ومناديلها الحجرية ضاعت في البكاء 
حاولتُ أن اصنع قدمين للصراخ كي يمشي على الورق
ثم غادرتُ جسدي 
لأتجوّل في اللاوعي

/ / /

رأيت هواء طاعناً في السن
ويشرح لحفّار القبور 
أننا جميعاً 
بلا أفواه

/ / /
رأيت الذي يطارد الغروب بالحجارة 
وينتخي

* * * * * *

عبدالنور الهنداوي 


** هذا النص كتبته على كرتونة( أندومي )

عن الكاتب

شاعر

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

مجلة قصيدة النثر