رأيت جداراً يابساً في الحلم
وطرقات عاصفة
وسلالات تقطر بالأفئدة
وشجر مخلوع ///
وحجرات ناشفة
وفسيفساء تمتطي قطاراً من الرموش
ولهاث دلقَ نفسه على الصرخة
وهبوط
في اللحظة التي ولد فيه الضوء
/ / /
رأيت الذي هرب من وعيه/// ليلتهم الضحك
ويستعمل عِظامه// كوقود- لطهو - الطعام
رأيت صوت أبي منحوتاً على قطعة أبيّة من اليابسة
ويبدع في إعداد الفواكه اللازمة للنوم
رأيته مسجّى فوق بلّور الجنود
ويغرف من الشكّ/// عرائس من المخمل
خوفاً أن يظل الغروب في حضنٍ مهدّد بالإنتقام
/ / /
رأيت ظِلالاً مغتصبة
وعيوناً تراقب البراكين
ورعاة ينفجرون في الحرية
وحجارة داخل الأفواه
وقيصراً في حالة انكفاء
ولحظات ساخنة/// مسروقة من أحد الأنهار
/ / /
رأيت مطحنة تبحث عن أسرارها
وترتبط بعلاقة حميمة مع بلاط نظيف
وتدير ظهرها للطيور
وتنتظر جبلاً من الشمع///
لتملأ به افواه الغرباء
/ / /
رأيت هيكلاً عظمياً ملطخاً بالرنين
وابواق خفيّة /// تتلألأ للحصول على معنى كلمة ملح
وموائد مسلّحة بالشهب الملونة
وفخّار
يزيّن الأسقف العزيزة
/ / /
رأيت خندقاً عمودياً غامضاً
وينقّب في جثته عن مكان صالح // لارتداء القاع
وزوايا يضع فيها مزهريات خاوية من التعبير
/ / /
رأيت وردة ممتلئة بماضيها
وتودّ الإقامة وحدها في الوراء
حطام خارج لهاثها
وهاوية//
تحتمي بليلة الكريستال
/ / /
رأيت شجرة بوهيمية عزباء
توزّع ولادتها على الماّرة // والمستنقعات//
وضوضاء الدم
وتلتقط
اجزاء الأسئلة المروّعة
/ / /
رأيت أغنية تقول :
سأصنع مستقيماً حتى نهايته
ويعبث بالسخرية // وبحفنة قليلة من الشهرة
ويداعب دمية بارعة من خارج العالم
واحياناً
يعيش مهنة هائلة مصابة بالدوار
وبشكل عابر ///
يلقي تحية فاخرة على الجنون
/ / /
رأيت سقوطاً حقيقياً // لغريب يحاور ذكرياته
الدفينة
ويخوض مع بكائه حرباً دافئة /
ويتذكّر رضوضه البسيطة
وكيف صار أكبر قيصر لليأس
ويتردّد بالتدخّل ما بين الغريزة التي تشبهه
والعصر الذي لا يحترم الخرافة
وخطأ الوحول//
/ / /
رأيت مدينة تحوّلت من ضوء ////
إلى غبار
وقالت : انا المرادف الحقيقي لعواء الذئب
وعكّأز لحم ينتقل من دعاء // إلى دعاء
وملهاة لجأت إلى التضليل اللغوي لانهيار الخلاص
وكيفية امتلاء الفراغ // باغطية نائمة في الاتجاهات
/ / /
رأيت قفصاً زجاجياً / عميقاً / وهادئاً
لإدارة الشظايا
وله أكثر من ليل / بلا رائحة
وحجارة تريد أن تنفجر
وأحذية ضائعة
وآفاق منزوعة الألبسة
وأعمدة فقرية// للإحتفالات الطويلة
وأمراض
وقرابين
ورقصات
وفاكهة تكتب عتاباً ساذجاً القمر
/ / /
رأيت خطوة بمنتهى الروعة
وتحتفظ بجلدها التالف
وبنيزك من الخشب
وبين يديها أريكة منبوذة
وحولها//
فوانيس تتدرّب على الطيران
/ / /
رأيت ولادة مبتكرة// اختفت في مكان لزراعة
السكاكين
تاركة علامة فارقة
زهرة أقحوان وضعت ضميرها
أمام الضمير
/ / /
رأيت الذي ردم الجاذبية بالدموع
وتطاول بشكل فظ// على قاعة خالية من الخطى
وحاور فمه / عن زجاج وصل متاخراً إلى خندق مزركش بالصقيع
ويتثاءب بلا سبب
أمام جرح مهدّد بالإغتيال
/ / /
رأيت أبي يركض في مقبرة /// ويقول انا الحق
انا باب المقبرة
انا الذي يخشى أن يكون الحطام
وراود العشب أن لا يكون هو الجرح
أو//
مطحنة الدماء
/ / /
رأيت سماء سقطت مع جاذبيتها
ونجحت في تشويش الثقوب البلهاء
وما خلّفه اعتذار اليابسة // لغبار يريد ان يعضّ
بعضه البعض
للإحتفاظ بقمّة موحشة
وينتزع من مخيلته // رواية كان يتناولها بمنتهى
الدقة
عن حائط المبكى
/ / /
رأيت الإنهيار يتململ في قعر الهاوية
ولا شيء
يشبه تاجاً يتدحرج أمام ظلّه
لأن استعادة ما أكلته المصادفة/// والرصاص
اصعب بكثير من استعادة الدموع
أو البحث عن أغطية زجاجية للفضيحة
/ / /
رأيت ضحيّة في سرير
وأمتعة جليلة
محزّمة بأقدام جاءت من كواكب أخرى
وابتسامات// تحاول أن تتآخى مع وحشة الطير
ثم أن بعض الأقنعة
صنعت خبزاً فذّاً لحَمَلة المناجل
ومشت بخطى حثيثة
وراء أثر
خانه الصدى
/ / /
رأيت غزاة يرفلون باسرارهم
ويمشون كالسلاسل الساخنة
/ / /
رأيت جسداً بارداً جداً
وتسوّره التجاعيد الدافئة
وبعض شمعدانات من الصوف
وبعض الثياب الفضفاضة الغامضة
جسد لا نهائي كنهر
فيه دم ///
ونار
وضحك غريب لا يستطيع الوقوف
/ / /
رأيت وردة//
تتلصّص على جثث تكدّست على مائدة
وفيها ملامح رائعة
لقتيل غاضب على الأمس
وملطّخ بالذبول
/ / /
رأيت جنازة أثقل من اليأس
ورمحاً سمهرياً يتحاور مع شجرة
وأعمق من ياقوت الملوك
ويضحك من أعماقه/// كيف غاص في يوم ما
في مرآة من الوحل
وتقاسم عناء فاخراً / مع رصيف جاف
وحدّق بلا انقطاع
في مقصلة دافئة منذ أن خُلق الحرير
/ / /
رأيت كيف امتلأ البحر بالنار
وكذلك ضياع الأفواه الممتلئة بالأطباق الفارغة
وملهاة لا تحتاج إلى تصفيق
وعارية من الإبهار
ولم تأبه إلى لحظة الذهاب للفراغ
لتشكّل رغبات /// ليست على بال أحد
/ / /
رأيت أشلاء طيور تشكّلت في العدم
وتحتاج فقط////
إلى دموع مشلولة
ورؤية لإنتاج البرد
ولا زمن //
لتظل محافظة على ضرورة لا تقبل الجدل
وأعجوبة ملأت نفسها
بأصوات
لا تريد أن تصل إلى هناك
/ / /
رأيت جثة تحولت إلى حليب
ومناديلها الحجرية ضاعت في البكاء
حاولتُ أن اصنع قدمين للصراخ كي يمشي على الورق
ثم غادرتُ جسدي
لأتجوّل في اللاوعي
/ / /
رأيت هواء طاعناً في السن
ويشرح لحفّار القبور
أننا جميعاً
بلا أفواه
/ / /
رأيت الذي يطارد الغروب بالحجارة
وينتخي
* * * * * *
عبدالنور الهنداوي
** هذا النص كتبته على كرتونة( أندومي )