لا يكفي أن تبسط أمامك ورقة عذراء
وتمطط شفتك السفلى بأصابعك
وعيناك تعزفان الحقيقة
على أوتار وهجها الماس
قد لا تقول شيئا
قد لا تسعفك مفازات اللغة
لكن نصا طويلا من الإيحاء
بحجم نمنمات خطى من مروا بالصحراء
منذ أول حكواتي
كان يزدرد مر الحقيقة ببياض ابتسامة
وعيناه تتحاشى بريق الخنجر الغادر
على خاصرة الذئب الزمن
ويرعى ملح الرحلة عند الإياب
إلى آخر شاعر صعلوك
استوطن الفيافي
ووخز عين القبيلة بسهام القوافي
وعز زمنه في الخطاب
اكتب نصك رمزا على بياض
مزقه بمخالب اليقين
احرقه ببديهتك
وانفخ في رماده بحكمتك
دع الريح تفصح عن عفويتها
في العبث بعرى الأشياء
الحقيقة عين تحفها أفعى
تعكس الضوء كما حلقة من نار
قد تدعوك لحفلة رقص بدائي
قبل أن تلتهم حواسك
وترمي قلبك كما قطعة سكر
لجيش من نمل
و يظل نظرك عالقا
في قفص الأشياء
كلما تعثرت
تخطفتك الظلمة
تائها
في غابة كوابيسك
ترجو فقط لحظة الإستيقاظ.
فوزية بندادا