أسامحُ الموتَ
بأهلي الذين تركوني في الحياة بلا حجّة
أسامحُ الموتَ بهم وأغفر له
وأمضي خفيفةً
وإذا سألني أحدٌ ما اسمُك يابنتُ
أهربُ بنظري إلى سربِ طيورٍ
ألبسُ زقزقتها وأضحك ملء عيوني
أو أحمل قطفة زوفا وأصمت
أو غصن طيّون
ومرة حجر طيب
وفي كثير من الأحيان
أكسر عود قصب وأنفخ فيه
أو أسكن في دمعة لا تنزل من ملحها
ومرة أجري خلف غبار طار بنسمة رقيقة
ذرةً أصيرُ
ذرةً أطيرُ بلا اسمٍ
بلا حجة ولا هويّة
أسامح الموت بأمي وأبي وأذهب إليهما في غفوة
أتدرّب في الطريق على التنقل بين قلبين يفرمان بعضاً من حياتهما القديمة للعشاء
أتعشّى معهم بلا اسم
أنا التي عرّفوني للضيوف والجيران بالسمراء
أعود في منتصف الليل وحدي
أقف أمام المرآة
من أنتِ؟
فتجيب الزوفا والحجر
وغصن الطيون وسرب الطيور
وعود القصب والدمعة وذرة الغبار...
أنتِ أنا
فأصير كثرةً وحيدةً بلا اسم
كثرة تبحثُ عن معنى
تبحثُ عن خيط تَعلقُ فيهِ
تبحثُ عن كفٍّ تنبضُ حبّاً
كفٍ لا تسمحُ للموتِ باسمي .
رانيا ميكائيل