أكبرُ من العُمرِ بقبلةٍ واحدةٍ
_____________________
يقولُ غَدي:
سأُهبطُ من عتمةِ صوتِكَ،
نبيٌ أخيرٌ مُلطخٌ بدماءِ الفراغِ لا يخافُ
عُزلةَ ظلِّكِ في الصّورِ والمرايا، يُزين لكِ
خزائنَ الرّوحِ بالوردِ والكينا، يجلسُ في مذكراتِ
الرّمالِ كموجةٍ مُشتعلةٍ، ومن عينيكِ يرسلُ للرّيح آهاتٍ
واعترافاتٍ عن صحراءٍ فتيّةٍ ترتديَها امرأةٌ كرديةٌ
لا تنحني للظمأ، لكنّها تبحثُ
عن اسمٍ للعطشِ خارج
قواميسِ الماءِ!
في الثلاثين و ما بعده
قلبُكِ إلهكِ يُقنعكِ أنَّكِ دونَهُ
عاشقةُ عقلٍ لرجالٍ بعضهم عصافير و طلاسم
وخارج أديمِ حدسِكِ كلُّهم ذئابُ رغبةٍ
نمسحُ على ظهورهم بالحبِّ
و العتابا!
ماذا يعني رجال
لا يُقلّبونَ الأسرّةَ ليزيحوا عن الحبِّ غِطاءَ النُّعاس؟
وما الغاية من سريرٍ لا ينمو فيه الحبُّ
ليملىءَ قلبَ المرأةِ بالنرجسِ
و السّنابلِ!
من قتَلَ كلُّ الرّجالِ
الذين كانوا يشيرونَ إلى صدرِ النّساءِ؟
هُنا ضاعت مُدننا
هنا أغنيةُ الحياةِ قبلَ المغادرةِ
من أيِّ بابٍ يخرجونَ بكنّ
إلى ضياعٍ عنيدٍ؟
ضياعٌ يسيلُ على الورقِ خارجِ المرايا
وأنا أكتبُ:
صدّقوا
صدّقوا أنّني كاتبةٌ متسكعةٌ بينَ
شخوصِ قصائدي ، أُنظّم أنفاسِ السّيناريو
ثم أموت مختنقةً بحبه
والضّبابِ!
__________________
سهام عمر