هموم فزاعة مُفلِسَة
دَائماً مَا أعشَقُ اعْتِقَالَ اللّحظَةَ
اللّحظَةَ الأخِيرَةَ قَبلَ انكِسَارِ طَبَقٍ ما
اللّحظَةَ القَبْلَ انِقِلَابِ مُوتوسِيكلٍ عَلى القَارعَة
الهُنَيهَةَ مَا قَبلَ القَضْمَة الّتي يتَعَرَضُ لهَا البَرْقُوق
اللّحَظَاتُ أعمَارٌ مُدْمجَة..
تُسْرِعُ غَيرَ آبِهَةٍ بالّذين يَشيخُون مُرغَمين
ولا بالّذينَ يشِيخُونَ طَواعِية
تَمَعّنْتُ كَثِيرَاً فِي كَرَمِ اللّه..
حِينَ نَظَرْتُ مَلِيّاً في جَدَارٍ يُريدُ أنْ يَنقَضّ...
فَنُبِّهْتُ للَحظَتَيْن..
بَينَهُمَا تفرِدُ الحَقِيقَةُ سَاقَيْهَا
لَحظَةَ مَا قَبلَ شِكَايَةِ الجَدَارِ أملاحَ الكَعْبيْن
و لَحظَةَ انْطِياعِهِ للسّقُوط
اللحظَةَ القَبْلَ أنْ يُرِيدُ الجَدار
بينَ أنْ تَمُوتَ حَمَامَة وأنْ تَطِيرَ..
اللحظّةَ الّتي قَبْلَ فُضُولِ السّمَكَة لدُودَةٍ يَسكُنُهَا الشّصُ...
والّتِي تَلِيهَا
حينَ تَكُونُ الأشياءُ فِي تَمَامِ كُوْنِهَا بِخَير...
قبَلَ مُصيبَةٍ آتِيَةٍ لا رَيب
مرّة...
في عِزبَةِ العَبْد..
حَاوَلْتُ تَجمِيدَ اللحظَة..
لَحظَةَ كَانَ شَعْرُ سَلَامَةَ بِخَير..
وابتِسَامَتَهُ بِخَير..
عِندَمَا كانَتْ تَسْكُبُ العَصَافيرُ....
دَوشَتَهَا الصّبَاحِيّةَ فِي فَمِه...
ويَتَّخِذُ الحليبُ أسْنَانَهُ حَصِيرَة
حَاوَلْتُ أنْ أقِفَ..
بلَحظَةٍ كَانَ ظَهُرُ مَأمُون فِيهَا عَلى مَا يُرَام
حينَ كَانَ ظَهْرُهُ يَسْخَرُ مِنْ أَعْتَى عَرْقَلة
وكالزّنْبُركِ يَنُطُّ لِحَاقَاً بالكَرَة..
لَكِنْ كانتْ يُسْرَاي فِي اوْجِ كَوْنِهَا بِخَيْر
ويَخْشَاهَا كُلُّ بَاكْ لِفْتٍ في العِزبَة
أجتَهَدتُّ لأنتَحِي جَانِبَاً..
بِلَحظَةِ أنْ كَانَ مُصطَفَى الدَحدُوحُ بِخَيْر
النّاسُ فِي قَريَتِنَا...
كَانُوا يَحْلِفُونَ بِرَابِعَةِ الدّحْدُوحُ...
وَوَحْدِي كُنْتُ أحْلِفُ بِقَلبِ صَدِيقِي
فِي عُرسٍ مَا.. هَنَاك..
والعَرُوسَيْنِ يَنْفُخانِ الضّيقَ منْ لحْظَتِهِما الرّاهِنَة
رَغمَ أنّهَا اللّحْظَةُ الّتي هُمَا فِيهَا بِخَير..
أيْ نَعَمْ..
ليسَت كالّتي سَيَكُونَانِ فِيهَا بخير جِدّاً
اللّحظَةَ الوَبَال عَلَى ذَكَرِ البّط
اللّحظَةَ تلكْ..حِين كُنّا جَمِيعَنَا بِخَيرٍ
مِن مصَفّقِينَ لِيومٍ تنتَظرُهُ المُهَلّبِيَةُ لتُبْهِجَ البُسَطَاء
وتَنْتَظِرُهُ الحُقولُ لتُجَرّبَ السّهَر..
والعَفارِيتُ لتَرتَاحَ ليلَةً مِنْ تخوِيفِ الرّعَاة
وَ يَنْتَظِرُهَا عَطِيّةُ الدّسُوقِي...
لِيُمَارِسَ العَكْنَنَةَ عَلى العَرُوسَيْن
كُلّمّا هَمّا بِنَا لِيَنْتَهِي المَوْلِد..
نَامَ قُدّامَهُمَا كَرَاديُو (غَتِيتٍ) يصِيحُ....
(وَأنَا اتَنّي هِنَا... للصَّابَااااح)
وكُنْتِ يا حَبِيبَتِي بِخير..
حينَ مارَسَتُ عُيُونُنَا العِنَاقَ منْ بِعيد..
وابتَكرنا ابْتِهَالاً جَدِيدَاً...
يُعِينُ عَطِيّةّ عَلَى أنْ (يِتَنُّو هِنا للصّاباااح)
اللّهُ تَعَالَى أعْلَم..
كَتَمْرينٍ علَى فَهمِ الدَّيمُومَة
أحَاوِلُ التّمَرُّسُ عَلَى الخُلُود..
أنا الأمَديُّ حَتّى حِينٍ ..
الأبَدِيُّ فَور استِيلاء الحَشرَجَةُ عَلَى أنْفَاسِي
تِلكَ اللّحظَةُ الّتي لا أكُونُ فِيهَا بِخَيْر
حِينَ تَدْلُقُ رُوحِي جُبْنَهَا كُلَّهُ علَى فِراش مَوْتِي
حيْنَ تُراوِغُ لَحْظَتَهَا الجَالِبَةَ للأبَدِيّة..
لَحظَتَها الّتي يتَرقّبُهَا السّرُورُ لِيَضْحَكَ فِي وجْهِي
أوْ يَتَحَرَقَ الحَرِيقُ ليَضحَكَ مِنّي
فِكرَةُ الأَبَدِية منحَةُ مِنْ ربٍّ كَريمٍ..
تُثيرُ شهِيّتِي للتّنقيب..
عِندَمَا الأمّهَاتُ تَلِدنَنا في سَريرِ الوَقْتِ..
هلْ نُنْفِقُ اللّحَظاتَ لِنَكْبُرَ شِبْراً لنَغِيظَ شَجَرَة؟
أمْ تُنفِقُنا اللّحَظَاتُ؟
كَادِحٌ إلَى رَبِّكَ يَا أنَا فَمُلَاقِيهِ..
هَذَا يَعنِي إنّ البَندُول لا يأخُذَنَي لغَدٍ.. اطلاقاً
تَأخُذُنَي المَوَاقيتُ لأَمْسٍ أمَامَي...
وغَدٍ هُوَ خلْفِي
النُّكتَة..
أنّ تَسِيرَ إلى الماضِي كُلّمَا أمعَنْتَ إلى المستَقبَل
الزّمَنُ مُحِيط....
كُلّما ابْتَغَيتَ سَبِيلا للبَرِّ.. كَانَ المَاء
الحَاضِرُ هُوَ الإمعانُ نحَو القَبرِ...
لمْ نَعرِفَهُ بَتَاتَاً
لهَذا تَفشَلُ كُلُّ الكَاميراتُ فِي تجميد اللّحظَة
وتَبْهَتُ التّصاوير لا مَحَالَة
الحَاضِرُ مُعضِلَةٌ سَيُحُلُّهَا اللّهُ لا غَيرَه...
حينَ أمُدُّ يُمْنَايَ..
لأعَنَابٍ تعيشُ كَمَالَهَا بلا لَحظَةٍ تُرِيدُ أنْ تَنْقَضّ
أوْ أقّافَز كالفِيشَارِ بلَا لحظَةٍ أُرِيدُ فيهَا أنْ أمُوت
وأنا وَاقِفٌ عِند شَبَابِي بلا لحظَةٍ قادمَة...
يعتَرينِي عِياذَاً باللّهِ جَحِيمي..
أوْ أمَارسَ النّعِيمَ مِن دَاخِلِ لحظَتي المستَديمَة
أنْ يَذبَحَ الله المَوْتَ..
هُوَ خلْقٌ لِحَاضرٍ يسبَحُ في لحظَةٍ سَرْمَدِيّة
لهَذا أفشَلُ..
فِي تَجمِيدِ اللّحظَاتِ الّتي أكُونُ فِيهَا بِخير
وعَبَثَاً دعَوتُ عَطِيّةَ فِي أعراسٍ تَالِيَةٍ...
كَي يمكُثَ للصّباحِ
وأفْشَلُ في اقنَاعِ عَيْنَيْكِ يا حَبِيبَتِي بالتّنَزُّهِ في عَيْنَيّ
أفشَلُ فِي اقنَاعِي بأنّنِي ما أزَالُ (الحِليوَة بِتَاعْ زَمَان.
السيد فرج الشقوير
الأربِعاء
1/6/2022