مجلة قصيدة النثر

اصوات شعرية

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

حيدر غراس _ تبا ثلاثية الأبعاد


تباً ثلاثية الأبعاد
......................
تباً
وبمفردةٍ واحدةٍ تلحسين عقلي هذا الذي يدَّعي الرزانةَ ضمن روزنامةِ أيّامِه الباردةِ ولتساوي وقعَ جملةٍ اسميةٍ
ماذا لو كانت جملةً فعليةً
تاركاً (لتباً )هذا الزهوَ الخبولَ؟ 

كيف لها أن تتمسّدَ الدوزنةَ بين وتريّاتِ الرنينِ وسلالمَ الدو. ري. مي، 
تتوسطُ أرجوحةً تتدلّي من شآبيبَ فمِك لتحطَّ نورسةٌ بيضاءُ حيث مداخلَ غضاريفَ الماءِ
تمرغُ شفتيها ببحَّةِ حنجرةٍ كان (داخل حسن) يشربُ الكحولَ ليباريها. 

بحرفينٍ وألفٍ زائدةٍ تعلو ساريتَها سكَّةَ قطارٍ تحلِّقُ نحو الأعلى
يمرُّ قطارُها، 
هكذا بصافراتِ أنذارِه وركّابِه وبطاقاتِه وسائقٍ فقدَ مقودَ القيادةِ ليبرعَ بعلمِ التنجيمِ
وليرميَ ببدلتِه لي ملوحاً بنجماتِها الصفراءَ 

ألم تخبرْك يوماً معلمةُ الفنيَّةِ
أن تباً وهي تخرجُ بين شفتيك طازجةً تعادلُ بحرارتِها احتراقَ غابةٍ 
كلُّ اشجارِها مزروعةٌ بعلبِ الكبريت،؟
وأن خشبَ الخيزرانِ تجفُّ مروزَه دفعةً واحدةً ليغدوَ مقاعداً وثيرةً لملاهي الألعابِ 

الم يمرُّ ببالِك أنها تعادلُ معجماً لغوياً وقواميسَ لم تمرْ ببالِ الُّلغوينَ يوماً
وأن تأتأةَ تائها موازيةٌ ل(ما) مع هزةِ كتفيك كفيلةٌ أن تُسقطَ آخرَ نجمٍ قطبيٍّ يعالجُ الصمودَ منذ بدءِ خلقِ الأكوانِ.

أولم يصدحْ بلسانِك صوتُ المزاميرَ
وكيف للصناجاتِ أن تغزوَ مضاربَ الغجرِ
الم يخبرْك العسكرُ  أن سبطاناتِ البنادق تُطلى بالقصديرِ حفاظاً عليها من وجعِ التسليك كلما كان لتبِّك هذا الوقعُ المريبُ.؟ 

هناك في القُرى البعيدةِ عند خثرةِ الكلماتِ الرائبةِ بدسمِها الكاملِ
الطافحُ جلدُها  بقشطةِ (التباً) كفيلةٌ لسدِّ الجوعِ الناشىءِ في فمِ تنانير الطينِ
وبما أنّي فلاحٌ لستُ عصرياً أفلِّسُها، لتفلِّسَني تاركاً لمخيخي الجلوسَ في زاويتِه السفليةِ يتشرَّبُها كدرسٍ كورياليٍّ في درسِ الإنشاد.
وكنقراتِ دفٍّ صوفيٍّ في حضرةِ الأسياد. 
(تباً)
أتدركين في سالفِ الأيّامِ حين تزدحمُ المشاجبَ بجعجةِ الأعدادِ، وساحاتِ العرضِ الصباحي بسرفِ الدباباتِ؟
وقبلهما بوقُ نهوضِ الصباحِ،
وكلذَّة الفوزِ بساعَةِ نومٍ اضافيةٍ
وأحلامٌ فارزةٌ مراهقة ٌكل مُناها تصبحُ شامةً على نهدِك،
هكذا هي تباً تأتي ملونةً كأقواسٍ وأن كانت قزحيةً حمراءَ.. 

حيدر غراس 

عن الكاتب

شاعر

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

مجلة قصيدة النثر