دُونَ ذَاكِرَةٍ...
تقولُ الطريقُ للمحطةِ:
لكِ انتظارُ المسافرينَ إلَى السرابْ...
يقولُ المطارُ للبحرِ:
لكَ أحلامُ المهاجراتِ إلَى اللَّامكانْ ...
ولِي ريحُ النِّعالِ
تحكِي عنْ "رَامْبُو"
تاهَ عنْ ساقيْهِ...
خبَطَ الأرضَ بصدرِهِ
ومشَى علَى الحبْلِ
راقصاً /
علَى جراحِهِ...
يفتِلُ الترابَ بيديْهِ
يبكِي وقتاً ضاعَ فِي ضرْبِ الوَدَعِ
ليقرأَ جرائدَ الطريقِ
إلَى المنفَى...
الذاكرةُ /
مرآةٌ مشروخةٌ...
كَفِّي /
صَدْعٌ فِي أذُنِ الدعاءْ...
كلمَا ناديتُ :
يَا اللهْ !
تنشقُّ السماءُ عنْ ضلعٍ مكسورٍ
فِي الزحامْ...
الذاكرةُ /
فخٌّ يصطادُ نِي
كلَّمَا كتبتُ إسمَهُ
يُمزِّقُنِي فِي القصيدةِ
الغيابْ...
هكذَا تمضِي الطريقُ ساهيةً
عنْ خطوِي...
تمضِي المحطاتُ بعيداً
عنْ تذكرةِ العودةِ
إلَى ملامحِهِ...
تمضِي الأنهارُ دونِي
تخوضُ الحربَ ضدَّ
الإحتباسِ الحرارِي...
تمضِي البحارُ دونِي
تخوضُ معَ الملحِ
صراعاً /
ضدَّ انهيارِ التربةِ
وزحفِ الرمالْ...
وأنَا الشجرةُ دونَ جذورٍ...
تبحثُ عنْ ظلِّهَا
تنشقُ الأقلامُ عنْهَا لتبعثَ
رسالةً :
وداعاً أمِّي
أنَا أكتبُ الآنَ
سيرةَ الخشبِ !
حوَّلتْهُ الطيورُ أعشاشاً
كيْ تربيَ فراخَ اليأسِ...
وعلَى الأغصانِ
حزنٌ ترشقُهُ الحجارةُ
منْ أسفلِ البكاءْ...
هكذَا أمضِي
دونَ طريقٍ / دونَ محطةٍ
دونَ بوْصلةٍ / دونَ ذاكرةٍ
هكذَا أمضِي خارجِي...
لعلِّي أجدُ بعضَ الورقِ
فأكتبُ :
كنتُ ذاتَ وقتٍ
أنَا الترابُ
الذِي أكلَ الجذورْ.
فاطمة شاوتي /المغرب
الجمعة 16 /12 /2022