أنحني للبحر وحده
للبحر وحده أنحني
وأنا التقط أصدافه
وحده البحر أمشي على رماله حافية
وحده البحر أدخل أعماقه عارية
تداعبني مياهه ...
تغتصبني أمواجه الوحشية
أنتشي ..
لم أكن أعرف أن البحر عقيم
وأن تلك الأسماك التي كانت تقرأ الشعر لنا
لم تكن إلا جواري
وأن الحوريات اللواتي غنيّنَ للصيادين
كنَّ عابرات
أنا الصخرة التي تلقّت ضربات موجك
أراهن أن دمي أصبح ماءً مالحاً
وأن زرقة عيني وهمٌ
وأن كل الطلاسم التي ذابت حروفها سواداً في البحر
كانت بلا طائل
كل من مارس الغوص في أعماقك رحل بدون عودة
كل الغارقين عبر التاريخ لم يعدْ يذكرهم أحد
تلك الرسائل الراقدة في قاعك
لم تكن يوماً مني
تلك الشرور التي زرعوها في عمق رمالك
لم تكن يوماً لك
تلك السفن الغارقة تحمل وشم الحضارات السابقة
لن يخرجها أحد
لك وحدك أنحني
لمياهك التي انشقت لنَبي
لبرزخ لا حدود له
أنحني لدواماتك التي أغرقتني
ولفظتني على الشاطئ
وأنا ما زلت عذراء كمريم
لكنها اخذت بكارة روحي
لك وحدك أنحني أيها البحر
فقد حملتَ سفن أنطونيو إلى كليوبترا
وشهدتَ نصر المسلمين في (ذات الصواري)..
اليك بوسيدون ....يا اله البحر
اهديك كل النبوءات التي القت بي أليك
فأنا لست افروديت
وتلك الصدفة التي خرجتُ منها عارية
لم تكن إلأ زيف دنيايَ التي تركتْني
في خضم أمواجك الغادرة
وها أنا أخرج من عالمك المائي بكل كبرياء
فأنا لؤلؤة موطنها البحر
لكن حدودها السماء.
هيفاء نصري