ما تفعله قصيدةُ النثر
أخطرُ ممَّا يظنُّه المختلفون حولها
إنَّها ببساطة: تعضّ
أو تكسرُ من ضلعين إلى ثلاثة
لهؤلاءِ الذين اعتادوا رؤيةَ الشِّعر
في خطوطٍ متوازية
قصيدةُ النثر حيثُ المتاهة
وأنتَ الناجي الوحيد
إن كنتَ واعياً بصدركِ تبرزُ منه أوْجارُ ذئاب
أو أنتَ لا تحبُّ الذئابَ وتظنُّ قصيدةَ النثر
كفراً مبيناً
هي كفرٌ مبين
وذبابةٌ تطنُّ في رأسِك
حين لا تفهم أنَّ الحياةَ مع ارتكابِ الجرائم
ألذُّ طَعماً
قصيدةُ النثرِ تمضي واثقةً لارتكابِ الجرائم
وكنتُ سأواسيك
في محنةِ انتظارِكَ طويلاً
لبرعمٍ يطلُّ من فمِك
لكنني لن أفعل ذلك
ما لم تبادرْ أنتَ أولاً إلى فتحِ فمِك
ليسقطَ منه
هؤلاء الذين حولوا الشِّعرَ جثثاً مُصانةً بضيقِ الأفق
حيث قصيدةُ النثر
تَزيدُ أنفاسَك ضيقاً وتحطِّمُ أضلاعَك
وإن أشفقَتْ عليك
تمدُّ لسانَها
وتُقلِّبُ به ساخرةً...
... حطامَ أضلاعِك.
إبراهيم المصري
Ibrahim Al-Masri