المولوية
هذا ليسَ حزناً
إنّه كأسٌ مترعٌ بشقاوةِ الذّكرياتِ
حينَ كان يذوبُ جسدي
في فمِكَ فيسيلُ
النّبيذُ على
جلدي
هكذا إذاً بفعلِ النّبيذِ نمَت ضفائري
زادَ عددُ شاماتي ، و اتسعت
ابتسامتي !
الآنَ
أعطني سبباً للبقاءِ ، و أنا
سأُعطيكَ مجاناً ألفَ سبباً للرّحيلِ !
فأنا ، ما عدْتُ عشبةً لروحِكَ
أصبحتُ عشبةً ضارةً توجّبَ اقتلاعَها
على هذا النحوِ .. يبدأُ الحبُّ
رحيماً ، ثمَّ ينتهي وحيداً
كئيباً !
أحببتُكَ بقوةٍ عظيمةٍ
و بنفسِ القوةِ بدأتُ أنساكَ
و بذاتِ القوةِ ألاحظُ أنَّ الشّمسَ ما زالت
متوهجةً ، و ما زالَ القمرُ مضيئاً
قلبي كما هو بحرٌ ، لكنّك أنتَ
ابنُ الباديةِ ، و عن لذةِ
الغرقِ ، لا تعلمُ
شيئاً !
هذا ليسَ حزناً
إنّه شوقٌ عظيمٌ للحظاتِ الجنونِ و العبثِ
و الخيالِ و أفكارِ الفلسفةِ من سقراط
إلى فولتير حتى ما بعدِ نيتشه
و التي كانت تلعبُ حولَ
السريرِ ، حتى آخرَ
الليل !
هذا ليسَ لوماً
إنّهُ عشبٌ نديٌ ينمو على أظافري
فأُقلمُهُ برفقٍ عن طريقِ
الكتابةِ !
هذا ليسَ بكاءً
إنّه ظِلُّكَ المُشاغب
و أنا فقط أرقصُ حولَه المولوية !
الآنَ أعطني سبباً لبكائي هذا كلَّهُ
و بدوري سأُعطيكَ ألفَ سبباً
لعدمِ الرّحيل !
إنّهُ شوقٌ
عظيم !
فاطمة محمود خضر