منذ أيام ،لا بل منذ بضعة أسابيع ،
هي بضعة أيام فعلا لأن الحر فيها
بدأ يستقيم
لا علاقة للأمر بدخول الصيف
الرجل الذي لا يحب البحر يجهل اللؤلؤ الغافي في المحار ..
أحيانا عندما يذهب إلى البحر بعد حفلة استجداء يخرج دامي القدمين
يتذمر من تلوث القاع ،
غير أنه لا يدري أن المحار حزين جدا لأن الزائر يقصر في حق الزيارة
ولأنه لا ينتبه إلى اللؤلؤ أجلس على شاطئ البحر أخاطبه أقول له لا تحزن أنا لا أنساك مثله ،كل ليلة قبل النوم أخبؤك في صدري المنطوي على أغرب الأشعار..
اللؤلؤ الذي مسحت دمعه ،يخرج عادة من البحر يزحف نحوي يلحس رجلي يركن بجانبي لا يبالي بشيء ..
اللؤلؤة التي على صدري أتفقدها دوما
عل أميرتها تحط الرحال وتشفى من الحقائب وعدوى الأسفار..
الأقمار التي دورتها وجدلت ضوءها من عمري ،يتابعون قصة اللؤلؤ والبحر
يتحولون كل ليلة الى لآلئ تحط على سطحي ترقب بيتي وخوفي تحرسني من وحدتي وخوفي وبرد الأجوار ..
لؤلؤ البحر يقرأ قصته في قصيدي فينتفض على قواقعه ينفض يده من الأحياء يسبقني الى المقبرة
يسيج القبور الحية
يضيء وحشتها يزرع عند رأسها النوار .
يقيم هناك فإذا بالبحر يرقب مايحصل يغار ،
والرجل الذي لا يحب البحر
يسأل ،أكان كل ذلك في جوف البحر وأنا لم أدر ؟
بعد أن غادر كل اللؤلؤ
أصبح الرجل يزور البحر عاما تلو العام عله يعثر على محارة أقدر على الصبر
أقدر على الانتظار
منى الماجري