قطعة لحمٍ
تعلَّمَتْ الغرق
تحت غطاء!
حيث تُنْجِبُ الأحلام
وتخبّئهم في الخزانة
لعل أحداً من العيون لا يلمحهم
يزحفون!
...
خائفةً من العار!
باعتهم للواقع
مقابل علبة سجائر!
تدخّن بها أيامها!
لعلها تنجو
لكنها لن تفعل!
...
منفصلة!
وبعيدة بشدّة عن ذاتها
لكنها حاضرة جداً في هذه النسخة
الدنيئة
من العالم!
...
شَعَرَتْ بالنهاية تشتهيها!
فضحكت بحرقة
وبدأتْ التحضير بدمٍ بارد
جمعَتْ كل أزهار افكارها وحتى البراعم!
نَفَخَتْ البالونات من روحها!
زينتهم بالأشواك
ثم ذهبَتْ لفراشها
مُتْعَبة
مُسْتَهْلَكة
وراضية!
...
أسدَلَتْ الستائر على عينيها
"الجفون"
و تظاهرَتْ بالصلاة لتعانق النوم
لكنه رَفَضها وأرسَلَ الأرق لكي يتذوّقَ مرورتها الجميلة!
...
استيقظَتْ
لكنها لم تُدْرِك ذلك!
أعدَّتْ الفطور من بقايا وهمها
وأخذَتْ تتأمله
أخَذَتْ قضمة فأحسَّتْ بأنها تقضم نفسها!
ارتجفت بشدّة وكَسَرْت الوعاء!
...
إلى النافذة ركَضتْ
حان وقتُ فلمها المفضَّل
"النوافذ"!
شاهدتهم يعيشون داخل غرف صغيرة
قصص ليس لأحد أن يرويها
سوى عينيها
وهي تبكي
مزَّقَتْ فستانها الوحيد
فتحت خزانتها
وسَقَتْ أجنّتها الميتة دموعاً
فنموا!
...
قررتْ النهوض بنفسها قبل أن تدمرها!
صعَدَتْ للقمر عارية
سَرَقتْ بعض النجوم
قطّعَتْ بعض ألواح - الأمل- من الغابة المجاورة!
وعادت للمنزل!
متعبة
مستنزفة
و راضية!
...
صَفَعَتْ النوم وابتسامته الحقيرة
انتظرَتْ الأرقَ حتى نام ثم أمسكت القليل من الحبوب المنوّمة وخنقته بها!
حاكت من فستانها الممزق ثياباً صغيرة!
ألبَسَتْهم لأطفالها
وأطلقَتْ عليهم أسماء!
...
كان أكبرهم يدعى "القوة"
السند لأمه الجريحة!
...
وأصغرهم يدعى "الفراغ"
كان الوتر الحسّاس الذي يرنّ على جرح أمه!
...
وما بينهما كانت مجرد أحلام!
أحلام قصصَتْ هي شعرهم ال "مجرّد"!
لأنها لم ترضَ بهذه الكلمة القاتلة التي مللتْ سماعها مراراً وتكراراً
-مجرّد-!
...
وهنا - النهاية-
نظراتها انفضحتْ!
أصبحتْ ترغب بهذه المرأة أكثر
تشتهيها لتصنع نهاية للنهاية!
وكل ما أرادتْهُ هذه الكارثة
هو أن تعرفَ "اسمها"!
سيسبانا السليم