لم تعد حقيبتي فارغة
أُؤثِّثُ عُزلتي، أخلُدُ لركنٍ قصيّ أتجوَّلُ في امتدادِ مضامينَ موغلةٍ تتنامى بجذرٍ تربيعي، تتكعبُ عند اظلاعٍ
أخبَروني أنَّها صُيِّرت من اعوجاجٍ
أتجوّلُ عند سديمٍ مترامي الأطرافِ، أقطنُ بحنقِ الغواياتِ الأولى
هذا المدُّ الهيوليُّ المفتونُ ببهرجةِ القصائد َ وفذلكةِ العدِّ الرقميّ المهولِ لايُجدي حيث أقفُ عند دِكَّة أيامي الخاليةِ
ها أنا؛
أُؤثِّثها مرةً أخرى وقطعاً ليستْ بأخيرةٍ
أسرابُ النَّمل التي تنمو حولَ أصابعي تدبُّ حيث (سحّاب) الحقيبةِ
تفرجُ شفرتيها بأسنانٍ لا أُدركُ كنَهَ ألوانِها،
أجوسُ خيوطَها النافرةَ، يقرصُني صفيرُ سِكَّة سحّابِها ، أُقرضُها آخرَ زمةٍ لشفتي
أدسُّها؛
حمرةً صفراءَ كانت علَت سُحنتي عندَ أوَّل نظرةٍ ناعسةٍ كان يُرسِلها بائعُ البقالةِ ويلوِّحُ بحركةٍ للأن لم أعِ كنهها لتتركَ على وجنتي اصفرارَ مزرعةٍ كاملةٍ أكلَ الجرادُ اخضرارَها.
كم تجهلُني هذه الحقيبةُ والأصدقُ كم أجهلُها؟
أيُّ احتدامٍ يزدحمُ هنا حين أُصغي لوقعِ ايقاعِ خطواتِ أصابعي المتقطعِ كحشرجةِ حنجرةٍ لبائعِ تبغٍ يفلِّسُ آخرَ حلٍم عند مظلةٍ مثقوبةٍ، وتحت وابلٍ من ليلٍ يرتِّلُ خطىً مرتبكةً
أعودُ كرَّتَ أصابعي هناك حيث بطانتِها المتخمةِ بفراغٍ علويٍّ كبيرٍ
، راكسةٌ قاعُها السُفليّ لمناديلٍ مبللةٍ لم يجفْ للأن وقعَ نحيبِها المتجذِّر مذ اوروك الأولى، لعلَّها مهدٌ يُهدهدُه نشيجُ الأمهاتِ بوقع (الدلول) الأخيرة
أكسر؛
(كرزاتِ) الصمتِ الرهيبِ بأسنانٍ فقدتْ ثلجَها، ماعاد للبياضِ ذاك النحيبُ،
أرمي قشورَها فلساً فضياً، ترميني
بنتافِ خيوطِها المتقطعةِ، تنثرُ غبارَها المتراكمَ خيباتٍ متواليةً،
يالهذا العزمِ المتواثبِ يجرِّرُ المرايا حيث الدقائقَ المريرة.ِ
ازهدُ بما تبقّى من كحلِ الليلِ، مِرودٌ يحنُّ لوجيب اسودادِه، نتفٌ يلتقطُها وبرَ النهاياتِ
كم أحتاجُ من الفضَّةِ لأدوِّنَ أسمرارَ الوجناتِ حيث شمسُ البقالاء، فقرُ الحقيبةِ أصدقُ من فقرِ الدمِّ.
مازلتُ أُؤثِّثها بفواتيرَ حان قطافُها
رؤوسٌ أكلَ الصداعُ فروةَ شحمها، (روشتات) لم تجدْ إلاّ من لحمِ الأقتراضِ سواطيرَ لسبيلها،
من يظلمُ من؟
البدءُ كأختامِ الأنتهاءِ
أُقلّمُ الحزنَ بأظافرَ حدَّ الاشتهاءِ، ضفائر عاب المشطُ تقصُّفَ حدودَها، حدواتٌ لا شأن للخيولِ بوخزِ مساميرِها
خيولٌ هاربةٌ سنواتُ الإنتظارِ
أعودُ لتأثيثها والأصدقُ لتأنيثِها للجناسِ طباقاتٌ لم تُذكرْ في معاجمَ الأدباءِ أو حتى معجمِ الجاراتِ
حيدر غراس