.
.
شاخصة كالمكر ..
تلك الكراسي الجالسة بهدوء مرعب ،
المصطفة بصرامة ثقيلة ..
و تفوح منها رائحة التأهب للقنص
و رغم ذلك تجلس
تجلس و يحيط بك ظلال من الضحكات المكتومة
لأشباح تقرصك من كل جانب في تواطء واضح مع ملابسك . ملابسك التي لا تهتز ولا تتوتر ولا يبدو عليها التغير ..
فقط أنت الذي جلست بكل ارتباك على كرسي يشخص بالمكر و يرعبك بهدوءه الصامت تحس بوخز الأشباح اللئيمة التي تشدك من كل جانب ..
تجلس و تجذب ثيابك حولك كي تدعوها للتضامن معك او ربما لتذكرها انها ثيابك و ليست في صف الأشباح كي تتكثم هكذا على أفعالهم .
لكنها بنفس المكر الهادئ تستجيب لك و هي تقهقه في سخرية من ارتعاش يدك .
تتركها و تتلهى بالتفرج على ما جئت من أجله .
المسرحية بدأت بصوت مبحوح يتعالى خلف الستارة .. ثم تقدم شخص إلى وسط الركح بخطى مرتبكة و هو يحاول شد ملابسه إليه .رغم أنها في مكانها . و بدأت تظهر حوله هالات سوداء تنغزه من كل جانب و قهقهة شيطانية تعلو شيئا فشيئا ..حتى طغت على كل المشهد و تبعتها الكراسي المرصوصة في الصالة بقهقهات مماثلة و هي في كامل هدوئها و مكرها الشاخص اللئيم ..
و قبل أن تبلع ريقك من الرعب تحدق في الشخص على الركح الذي أيضا يحاول بلع ريقه و ملامحه مشدودة من الرعب.. فتنتبه أنك فقط تحدق في المرآة المنصوبة على مدخل صالة العرض ..
.
.
هل تدخل لتشاهد المسرحية ؟؟
.
.
أمينة الصهناجي