حين سمعت كلمة سراب للمرة الأولى
كنت صغيرة
أحفظ ٱيات من سورة النور
كانت الكلمة ساحرة،
تفسيرها عجيب؛
أن تعطش فتتخيل وجود الماء
ثم تنظر حولك فلا تجده.
كطفلة تصدق المعنى الحرفي للقرٱن
تمشيت أبحث عنه
في حوش المدرسة الواسع
وبتتبع حدسي الطفولي
اكتشفت أنه:
قطرة ماء في حمامها البشع
المقطوع الماء به دائما.
بحثت عنه أيضا
في بيت جارتنا أم عاطف
حيث السقف العالي
توقعت أن أجده هناك
في صالة بيتها المريب
وبمرور الأيام فهمت أن السراب
هو ابنها عاطف،
فجارتنا لم تتزوج و بالتالي لم تنجب
و بالتالى لم يكن هناك عاطف.
كبرت قليلا
فهمت أن شفاء أبي سراب،
رجوع جدتي سراب،
وحل مسائل الفيزياء سراب.
كبرت أكثر؛
رأيته يشبه لوحة سريالية
كأن تكون واقفا
على أرض مصابة باللعنة
وتنظر في صفحة السماء
على لوحة لشاغال
وهكذا حتى وصلت إلى أنه:
نوم بلا قلق،
حب بلا ندم،
غرفة عمليات بلا تنازلات جسدية
فقد تدريجي لكل ما يحيط بك
يوسع حجم رقعة السراب بداخلك.
أشجان حمدي