بلا سبب
كنتُ أدبُ في أطراف الحياة
كشمسٍ متكّسرة في مرآة
بلا سبب
يحترق دمي
وانا أمشي بالمطلق
حيث الحقل والنحل والزعتر البري
وحيث الحقيقة
صخرةٌ في نهرٍ
كان يكفيني قلمٌ واحدٌ
لأعبر عن قلقِي
ونجمتان تضيئان شرفتي
لأنتشل ظلّي من الأنقاض
وأخلدُ للنوم
فوق وسائدي المقتولة بالأحلام
بلا سبب
كنت كوقت يزحف على الجدران
كتاريخ....كتاب...أمة...
مشدودة القامة
...منسجمة خارج اللعبة
حيث الكثير من العشب
يختبىء تحت قدمي
لتمر الحياة سريعةً
كقطارٍ من العسل
حيث تداعبنا خيوط الشمس
كأميرةٍ تلاطف ضفدعا
وكل الماء في البحيرة
يكشفُ لنا عناوين الحبر
وهو يشرب من نخب الامس
بلا سبب
كنت أحيا هنا
لا اعرف الربيع ولم أره
رأيت شتاءً وقصفاً ورعدا
والان شهر آب
قاسي أكثر من رغيفٍ يابسٍ
والعيون أصبحت للتسلية
لذلك قررت أن انام
بعينٍ واحدةٍ
أحلم بالرمل الحار
والبحر والقواقع والأصداف
والأمواج تتدفق كحروب أهلية
الهواء متورطٌ بالحرية
أكثر من مليون أنفٍ عربي
لهذا هو موقوف
بتهمة الجنون إلى الابد
لهذا بلا سبب
مازالت الريحُ تصرخُ تحت نافذتي
لاننا لم نتطور إلى وطن
ولم نحمل البراري على الأكتاف
وضعنا الاقفاص بقلوبنا
كي لاتتحولَ الحناجر
لعصافير حمراء
وجلسنا كأغصانٍ مكسورة
فوق المقابر
نبكي على الأحياء.
نسرين حسن