أنا...والقطة
التي تموء خلف بابي
وحيدين تماما
هي تصرخ
تنادي دفء الروح
وانا متجمد
في زاوية غرفتي
علي كرسي
انا اخرس منه
احدق في اللاشئ
بينما هي
تقاوم عبثية الخشب
في منعها من الولوج
لغرفتي والفراغ
كلانا في صدره هوة
بحجم مجرة من الفقد واشياء اخري
أنا ممنوع بأمر اللاشيء من الكلام
منذ أن خرج لي وجهي من المرآة
عندما سألتها
مرآتي يا مرآتي من هو أتعس مني؟
لكن القطة تزرع مخالبها في الجدران
تتشبث بالحلم
تصرخ
تنادي: يا داوود
وأنا أسلمت
حلمي للواقفين
علي ابواب وسادتي
طواعية
فأنا أعرف مسبقا
مغبة أن أقاوم
حتي أنني وعلى سبيل الاحتياط
تبرعت بأظافري
لجمعيات الرفق بالغيلان
وأحرقت كل السفن
التي أوشكت أن تعود بمريم
فكيف أصرخ؟
وعلي من أنادي؟
وأنا كل يوم
أرتاد حانات التسكع
ألوك قات السكات
في شوارع تدخن الفقد
وتأكل القناديل
وترتدي أثواب المعوزين والضعفاء
أي حكمة في أن نوزع العري علي البيوت
ونعلق العتمة في أزقة الأشياء
لكنني أسمع صوتها
ثمة صوت
ينادي خلف الفراغ
يخدش جدار الصمت
ولو أنه يموء
بغير حرف يجاهر
يرفض الليل البارد جدا
يلقي من فوق رأس الحقيقة
قبعة الخضوع
بيد أنني وأنا أمتلك كل أبجدية الحروف
غير قادر أن أجاهر بحبك
فأنا أبكم جدا
ومنبطح جدا
وفي أقصي درجات الانسحاق
أنا يا حبيبتي
أجبن حتي من أن أموء.
حسام عربي