لا أعرف الطريقة التي تربطين بها شعرك ،
لكنني أعرف أن مشاهدتك وأنتي تضعين شيئاً ما بين شفتيك ريثما تستجمعين فلول شعرك، ستجعلني على إستعداد للتخلي فوراً عن كل شيء في مقابل أن أكون ذلك الشيء .
ذلك الشيء الذي لا أعرف عنه أي شيء ،
ذلك الشيء الذي- قبل أن يُدفن في مجاهل شعرك -
تمكن بلا جهدٍ من خطف نبذة عن مذاقك .
*****
تقصين شعرك وأنت تتابعين نشرة الأخبار.!
تظنين بأن هذا سيجعل من العالم مكاناً أقل خطورة،
تفعلينها خدمةً لقمصان نومك و فساتينك مكشوفة الظهر،
تعدمين ضفيرتك
دون أن تنتبهي لأولئك المتشبثين بأطرافها ،
أولئك المتعبين من الحب والزحام وأنصاف الحروب ،
أولئك الذين ظنوا بأن ثمة أمل
وصمدوا حتى موجز أحوال الطقس.
*****
لأنك بعيدة و مستحيلة
فوضت الريح لتقبيل عنقك .
****
نعم
أنا أحد أشد المتابعين لعنقك ،
لكني أعترف بأنني مهتم أكثر بمجريات رقبتك الخلفية..
هناك حيث تمشطين شعرك فتنسدل من أعاليكِ الأغنيات
وتستحيل ألوان مزاجك إلى حفلات وخصلات ،
هناك حيث تتقصف اللحظات و تتجعد الأبدية ،
و حيث تمددت يوماً ضفائر طفولتك و تدلت تباعاً جدائل صبيانيتك و مراهقتك ،
هناك حيث تحتدم العطور بلا هوادة خلف كواليس رائحتك ،
حيث تخفت رويداً تدرجات عمودكِ لتُشِع سريعاً فقرات إبهارك ،
هناك
حيث تغفو سهوب زغبك الأشقر غير مبالية باقتراب حرائقي و هبوب أنفاسي .
هناك يا حبيبتي
حيث تصيغ مسامات جلدك فسيفساء جديدة لدهشتي
وخارطة طريق لا تؤول لغير ضياعي .
*****
عندما أكبر في الحب
سأقص ضفيرة وهمك على مرأى من خيالاتي ،
عندما أكبر في العمر
سأقص قصائدي المستوحاة من صمتك على مسامع خيباتي .
*****
أنظري إليّ .!
هل أبدو لكِ كرجل لا يفكر في تقبيلك ؟
أنظري جيداً..
هل أبدو لكِ كرجل لا يفكر بإقتحام منزلك و ركل باب غرفتك و اختطافك و تبادل إطلاق النار مع الشرطة في مقابل أن يستنشق رائحة عنقك ؟
أنظري إليّ .
*****
أفتش عن المجد في مسامات عنق،
في بقايا عطرك و في سلة مهملاتك ،
في الفراغات المفعمة بالغموض بين أصابع قدميك .
- مستقبل الشعر يكمن في مكان ما هناك .
هذا ما قاله لي مجنون متشرد إلتقيته صدفةً في إحدى المرايا .
و أنا رجل لا يتوانى - في سبيل الشعر -
عن إلتقاط الحكمة من أفواه المجانين.
قيس عبد المغني