مجلة قصيدة النثر

اصوات شعرية

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

مريم الأحمد _ يحدث الكثير من قصص الحب

يحدث الكثير من قصص الحب
دون أن نشعر بها ، إذ قد لا تستمر سوى ثواني قليلة
او حتى قد تحدث كالومض ، في الشوارع، بين سيل السيارات ،
وسيل
الكلمات .

لن تمسك يد من أحببت هنا
لن تقول له تلك الكلمة الخطيرة ، التي تطلق العنان للوهج الساذج ، لكن قد تحب و تغرق في حب الناس
وأنت في الباص
 هنا ، تحتك الأجساد عن دون قصد ، 
تقترب الأنوف و الأفواه و العيون إلى درجة غريبة !
وتستولي عليك هيمنة الرائحة
 
اليوم
لطمتني رائحة امرأة ! 
لا يمكن أن توصف بعطر امرأة 
ذكرتني بالتراجيديا اليونانية و الحروب تحت اسوار طروادة ، وشعرت بقدمي تخوضان في الطين الذي لا دين ولا مذهب له غير الارباك والاعاقة أمام بيتنا ! 
ذكرتني 
بمسيرات الطلاب في الجامعة 
وعلكة النعنع في جيب قميصي الزهري !

سألت نفسي : هل هي على قيد الحياة ؟
                   إنها تتنفس و تعض خدها من الداخل !
ثم 
تخيلتُ  الباص ينحرف و نوشك على الموت ، وانا اسأل نفسي فيما اذا كنت سأختبئ في حضنها ؟

أمامي رجل خمسيني
تأملتُ  قفا رأسه ، الجانب الأيسر أكبر من الجانب الأيمن
شعره مثل حشود الجوعى أمام الأفران !
تأملت عنقه ، إنه يهمل نفسه ، وكما لو أنه سيئ مع زوجته !
لعلّه يهرب من الصباح الباكر كي لا تناكده !
لماذا يصمت و يتأمل الرصيف و يرمش عينيه كثيراَ !
هل يمنع نفسه من البكاء ؟ 
هل هو مليء 
 بالأمواج
مثلي ؟

اسمه أحمد 
اهو اسمه حقا
ربما علي أو سليم !
ربما صادفته مرة ثانية ، يجب عليّ أن أحفظ شكل رأسه قبل أن يترك الباص ، ويختفي .

على يساري صبية صغيرة الحجم كثيرة البثور 
رغم بشرتها البيضاء الناصعة و شفتيها الملونتين و الغضّتين كم هي ماهرة بالعلكة ، و
طقطقتها
تحدّث أحدهم على الموبايل :
هل أطعمتَ الكلبة ، هل عملتْ كاكا أوووه طيب ، لن أتأخر .

لمحت اسم الشخص الذي تحدّثه !
( ابن الكلب ) هههه وضحكت
ضحكتُ من قلبي .

أم و ابنتها خلفي
الأم محجبة كذلك ابنتها الصغيرة في طقس لاهب .
يا رب الأكوان ! ما هذه المسؤولية الجمّة التي تلقيها على كاهل امرأة ؟
و 
الطفلة بخديها المتوردين ووجهها بالغ الإلفة
تتفوه بكلام حار وبذيء ، وتزجرها أمها : عيب يا بنت !

رحت أفكر 
ما هو العيب؟
أليس من الصعب التقرير و التحديد ؟
أليس من الصعب في ظل هذه الفوضى ، وهذا التنافر الذي طال كل شيء أن تعرّف العيب أو الحرام ، وعلى قولة صديقتي الرّوسية " خرام" 

قلت للسائق : أنزلني هنا !
قال بعفوية محتشمة : تفضلي يا أختي 
يااااه من زمان لم أسمع هذه الكلمة ، أليس هذا جميلا
أليس شيئا رائعا أن يكون لديك أخ
أن اكون أختا لأحد  ما ؟

ماذا لو عرف بأنني شاعرة مهمة؟
هل كان سيفخر بي ، قد لا يعنيه هذا بشيء 
ربما منعني من نشر صورتي و نصوصي خوفاَ علي
ربما فرض عليّ أسلوب حياة لا يعجبني 
ربما عاملني بوحشية .

من يعرف !
من يعرف يا أخوتي
ما الذي يمكن ان يحدث لنا
وسط كل تلك
الأمواج  .

مريم الأحمد 

عن الكاتب

شاعر

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

مجلة قصيدة النثر