مُعلَّقَةُ إِمْرَأَةٍ مُدْغَمَةٌ...
كامرأةٍ عالقةٍ فِي السريرِ
تغسلُ وجهَ حبيبِهَا بالستائرِ
وتنفضُ إسمَهَا فِي الغبارِ
ترسمُ بالصابونِ إسمَهُ
فِي قلبِهَا
ثمَّ تنتفضُ نشوتُهَا
علَى حدِّ السكينِ...
كامرأةٍ عالقةٍ فِي المطبخِ
ترَى وجهَهَا فِي معدةِ زوجِهَا
ووجهَهُ فِي صحونِهَا
كلُّ الأوانِي مرايَا تعكسُ تجاعيدَ التعبِ
منْ يومٍ مثقلٍ بالكنسِ
وتنظيفِ وجهِهَا منْ أوساخِ المائدةِ...
تعدُّ الوجباتِ الدسمةَ
ليتكاثرَ الشبقُ
وتنتشيَ اللذةُ علَى فروةِ رأسِهِ
وينتشرَ الأورغازمْ
علَى نافورةِ الحنينِ...
كامرأةٍ عالقةٍ فِي المرآةِ
كلمَا تراهُ تمحُو بلسانِهَا
وجهَهَا
منْ جسدِهِ
فِي ليلِ رغبةٍ مهجورةٍ
علَى طنفسةِ الأرقِ
وحدهَا المرآةُ جارةُ القمرِ
فِي ليلِ الشوقِ إلَى صورتِهِ
تراهُ فِي حجرٍ يضحكُ
منْ غباوتِهَا ...
كامرأةٍ عالقةٍ فِي السطحِ
تنشرُ الغسيلَ علَى جسدِهَا
وتجففُ بالمكواةِ قلبَهَا
كيْ لَايبللَهُ مطرُ الإنتظارِ
كلُّ قمصانِهِ تبوحُ بأسرارِ قُبلةٍ
خبأتْهَا فِي جيبِهِ ذاتَ لقاءٍ
خدشهُ الشكُّ الكئيبُ ...
كامرأةٍ عالقةٍ فِي الحمامِ
كلمَا اغتسلتْ بالبخارِ
تبخَّرتْ صورتُهَا منْ رأسِهِ
ونحتتْ صورتَهُ
علَى جدارِ الماءِ
وتوضأتْ بالحنينِ...
فيقطرُ بحروفِ إسمِهِ
علَى جسدِهَا
السقفُ
تلعقُهُ
حرفاً
حرفاً
بكفِّ اللبؤةِ اللئيمةِ...
كامرأةٍ عالقةٍ فِي جسدِهِ
ينزُّ عطرُهُ علَى شعراتِهَا
البيضاءِ...
تلملمُ فِي منديلِهَا بعضاً
منْ قلبِهَا
اغتالتْهُ القبيلةُ ونصبَتْ لتمثالِهِ
طللاً
فِي شرفةِ التاريخِ...
كامرأةٍ عالقةٍ فِي جسدِهَا
تملؤُهُ بِمَايرسمُهُ الإشهارُ
فِي مصحاتِ التجميلِ
لتبدوَ أميرةَ الأرضِ النائمةِ
علَى شوكِ الغيابِ
ويبدوَ كَ "أَحْدَبِ نُوتِرْدَامْ"
تطلُّ منْ عينيهِ شفتاهُ
تقولانِ للحبِّ :
لمْ ينتهِ الموعدُ أيتهَا الجميلةُ !
لَاتعْلَقِي فِي جسدِكِ
فالعقلُ جسدُ العالمِ...
كامرأةٍ عالقةٍ فِي ماكياجِهَا
تلونُ جسدَهَا بفرشاةٍ مدعوكةٍ
بقرفِ العمرِ
كيْ لَاتنامَ خارجَ أحلامِهَا
جثةً
كَ"كَامِيلْ كْلُودِيلْ"فِي منحوتةِالجنونِ
فِي رأسِ "رُودَانْ" فِي متحفِ النسيانِ
علَى ضفافِ "السِّينِ"...
كامرأةٍ عالقةٍ فِي الْبُوتُوكْسْ
تعدلُ وجهَهَا بكمْ وجهٍ
لتستعيدَ نضارةَ قلبِهَا
وتقضمَ شوكَ قلبِهِ
بتجاعيدِهَا ...
كامرأةٍ عالقةٍ فِي فُرنِهَا
كلمَا نضجتْ خبزةُ الحبِّ
أكلتْهَا
تنطفئُ الجمرةُ فِي قلبِهَا
ليشتعلَ الرمادُ فِي قلبِهِ
سيجارةً/
ينفثُهَا حينَ يجوعُ لقبلةٍ...
هامش :
كاميل كلوديل:
نحاتة وعاشقة عاشت مجنونة، ثلاثين سنة، بحب النحات الفرنسي أوجست رودان حتى بعد موته...
فاطمة شاوتي /المغرب
الجمعة 01 /09 /2023
الساعة 30 : 01 زوالا
.