أعرف أنك تقضين كل الوقت
تبتسمين،
تتحسرين و تهدهدين عينيكِ في المرآة
كما كل مرة
تحترفين اللامبالاة و وجهك يتعطر بالحزن و الانتظار
أَ تعلمين أن
شابًا بدويًا مهووسا بالجميلات و إستدارتهن المثيرة
و يعيش في أحياء نواكشوط
يجوب
أزقتها و شوارعها الضيقة مشيًا خلف ظِلّكِ
و خيالكِ يفقده توازنه في الكلام
شابًا بدويًا يمقتُ التقاليد و الاعراف العشائرية
و لافتات البنوكِ التي تشدُّ الفقراء عن حياتهم المتكررة
و شركات الإتصال المستهلكة للأصوات العفوية
و محلات التجميل البائسة
شابًا يمضي يومًا كاملا
بحثًا عن بقايا صوت ضحكتكِ المُشعة في ذاكرته
التي يتعثر بها قلبه أينما اتجه
أحبكِ ليس لأجعلكِ تعانين كما في الماضي
و ليس لأُذكركِ بحياتكِ التي تتعبين في أدوارها المزاجية
و ليس لأنني المصحة التي تفرزين فيها أسراركِ المخجلة
أحبكِ ليس لأي شيء
و لا لشيء
أحبكِ فقط
حتى أجعلكِ تنسين حياتكِ المتعبة
حياتك التي تودين أن تخرجي منها دفعة واحدة..
نحو ياقتي الرمادية التي ترشح مللا!
كما لو أنكِ تتماثلين للراحة بعد سهرتنا المسائية
الكامنة في تجاعيد وجهكِ الملتوية
لستُ كأولئك الحمق الذين يشاهدونكِ
و أنت
تصطنعين ضحكة أو تلويحة باهتة لأحدهم
ليتكِ تقفين ثانية ثانية واحدة
تخطفين فيها قلبي
أنا أقفُ أمامكِ تماما
بجانبكِ الأيسر ناحية ياقتُكِ التي تفصل بيننا
ليتكِ
تعلمين أن شابًا أسمرًا يحبُ عينيكِ الوردية
يكتب طوال الوقت
أنكِ أجمل فتاة ارتطمت بقلبه من نظرتها الأولى
دون أن يأخذوه في سيارة إسعاف
و أنكِ الصدفة التي دخل بسببها
حالات حبّ حادة
دون أن يُحقن بالعناق و القبل منكِ
ليتكِ.....ليتكِ
تعرفين أنني أكتب عن شفتيكِ حتى مسافة غيابكِ
و عن حركاتكِ الجنونية كونها تمثل ارتباكً في النصّ
ليتكِ فقط تدركين أن
عينيك وحدها خطرًا عليّ أكثر من الموت
و أن رؤيتكِ تجعل السماء سعيدة
و حدهُ أنا
لفرط ما أُحبك أقف خارجًا عن جسدي
أرتجف
ككلب مسعور يقف مشدوها
بابتسامتك و أنت تبصقين في وجهه
في الأغنية التي تحبين
رسمت صورتك ملونة بريشة قلبي الحزينة
وقفت أمامها متأملاً
عادتي السرية الرشيقة، و صورتي الباهتة
بينما
أنتِ تمتصين رحيق ذلك الخراب الذي ينمو داخل صدركِ
حتى لا يغرقني غليون دموعكِ الخضراء
في قلب مأساته الموشحة بالصمت و البؤس
سيدي خليفة