في لحظة ما
غريب عن الأرض
سوف ينزل ليلا
في كل مكان
ويبني عشه من
زخات المطر...
سوف نرتاح نفسيا
بوجوده متعددا
بيننا كأننا
نعانق شيئا ما
كنا قد حلمنا به سويا
نحن البشر
نحن الشجر
نحن الحجر
نحن كل أنواع الحشرات...
غريب في جعبته
خمسة "جيكا أوكتي"
من صهيل الذبذبات
يوزع شظاياه بقسطاس
صممته حرارة أنفاس
بقالب من ماس...
عش من زخات مطر
و صهيل ذبذبات
ونحن نعانق بعضنا البعض
كأن الروح واحدة
تجمعنا تكفينا
وكأن إكسير الحياة
هو كل ما آت...
لم الحديث
عن العناق
وليس عن حالة التماهي؟
تقول حجرة البازالط
هبوا سيلانا
داخل فوهة بركان
نرتق ثقب الجوف
و آبار الخذلان...
جئتكم منذ قرون
ازرع قبلات الحمم
على شفاه ذبلت
من خطابات العدم...
تقول شجرة البلوط
هبوا أغصانا وعروقا
تثمرون فراشات
وربما طيور فينيق
او آهات ريح
تلوح للغيم المغبون
المتباعد عن قمم الجبال...
يقول البشر
هلموا نتعلم من جديد
كيف سقطنا كتفاحة
نتنة من غصن السماء
ذات يوم بعيد...
فتعلمنا جاذبية
التباعد...
هبوا
نعيد تكوير أرض
دمرتها مصانع الحديد
نبنيها من حس
وقش
وحب
لا يلوثهم
كذب الرعد والوعيد...
هبوا
تقول الحشرات
زحفا كالوشوشات
بين أوراق خريف
تعوّد على المشي
خلف الذكريات...
هبوا
فالتراب مآس
زرعتها الكيماويات...
في لحظة ما
سوف ترون
هذا الغريب
خلف زجاج النوافذ
عقموا الزجاج
وافتحوا أبواب
القلوب
بمفاتيح من عنب
ومن شقشقات الطيور...
_______________________
محمد العرجوني
في لحظة ما