لن أكتب عن الطيور بعد الآن،
ولا عن بيضها،
ولن أذكر قرص السماء البائس الذي يطلع في بعض الليالي،
وفي بعضها يطلع شبيهه الوهميّ.
سألتقط الشعر من قوّة آرتطام قلبي بحبّة الأسبرين،
سأسعل حين أكتب ،كرجل المرّيخ الذي مشط رأسي البارحة
وأزعجتني خطاه لمّا عاد راكضا فوق الهواء.
خدعتني اللّغة مرارا،
وكسرتُ بذاءتها عندما كنت أحبّك،
لكنني الآن أجمع غباء القواميس في علب طماطم فارغة،
أرتّبها على حافة جدار الآجر،
وأشمّم عفنها للأكسيد الخارج برقم مثنّى.
هناك تفاصيل لا تصعد ولاتهبط،
تظلّ تدور حتّى تجوّف العيش أوتجفّفه.
لا أحب تلك التفاصيل
خفافيش اللّيل ربّما ستمتصّها
وربّما هلال الشهر الأول من دورة القيظ
سيعلّق حكمته المصابة بالقيء
لتنتفخ بقَدَر جديد
لا وحم فيه ولاوحل.
الشعر المتسلّق على ظهري
يصيبني بحكّة دائمة،
وأنا آمرأة إن لمست جسدها
سرقت منه قصيدة.
ماذا سأفعل بهذه البثور المنثورة كأزهار زياتين
هل هي بيض روحي أمْ...؟؟؟؟؟
ليست بيضا
قلت لكم منذ بدأت، لن أذكر الطير والبيض
سأتأرجح كحقيقة لا توزن،
سيضربني الهواء المارّ بسرعة الملاعق في صحون السجناء،
سأبرد
وسأسعل
كرجل المرّيخ البشع
ولن أكتب قصيدة مجوّفة.
_____________________
سونيا الفرجاني
رجل المريخ
18/4/2016