مجلة قصيدة النثر

اصوات شعرية

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

دلال بدر _ مسافر


"مسافر " 

هكذا إذا نفذ القطار  من وقوده 
..فاصطدم بمسافر بائس تشظت رغباته الحارة على االجدار 

انه المنتصف !!

..لقد راهن على القطار الخطأ 
*"""


نظرةد إلى الوراء 
ركض كمجنون يسابق النتيجة 
المشهد باهت

.. حذر شديد 
يستنزفه طوال الوقت  

حيث توجب عليه النزول كان يجالد فكرة الصعود 
وحيث تطلب منه الصعود كانت فكرة النزول تراوده

"المغفرة سيمنحها المطر الذي سينث
 لاحقا
 هكذا ربما أتطهر من اثم الحماقة  !!!" 

 هاجس المسافر نفسه في مواساة !

**"


اتسعت عيناه 
**"

 في هذه الرحلة .. هذه المجازفة الحمقاء لا شيء مجاني ومبذول حد التخمة.. كالحلول 

..كان سماسرة الكلمات يغرقون الحياة بها 
سيتركون كل شيء ويهبون له أصابعهم الوسخة لاجل تدليك عنقه الناعمة 
ما سيبعث فيه حرارة المضي قدما 



 **"

ستشرق شمس  جديدة
فيصرخ المسافر
 يصرخ ويتعرق
 ..بل وسيموت ألف مرة 

وأخيرا  تواجهه فوهة
 ..تتوسط جبين  الجدار 

فينفذ من خلالها إلى المنتصف الآخر كما لو كان ثعبانا مراوغا 

 

**"

 هنا سيحتاج المسافر لمعنى فضفاض حتى يتمكن القطار من ان ينفث دخانه مرة أخرى

**"
الرئة باردة 
الجسد بارد 
المقصورة باردة 


ملامح المكان أشكلت عليه 
غريبة بدت .. ملغزة
الاشياء كلها بدت ميتة !!
..مهلا 
 كأن الموت قد استثنى الاشجار  !!

**"

 امرها غريب هذه الاشجار 
لماذا تظل طيلة الوقت محنية الظهر 
.. لا تكف عن الحياكة 

 المسافر يستفرغ دونما انقطاع 

يد أحدهم إقتحمت حنجرته 
إستلت صوته من  الأمنيات وقذفت به إلى غصن غض ..

أترع الغصن بالصوت 
ثم مال الى حيث السرب
حيث كانت الاشجار تعكف على نولها

**"
ها هو يغالب واقعه الجديد 
فتخونه قدماه ..
وتخذله يداه

إذ ذاك يستسلم لواقعه الجديد  
وسرعان ما يتساوق معه 
فلا يعود يتفقد صوته
 ولا تعود وحشة المكان ترهبه .

إنها حكمة الموت 
 
الاشجار تلغ في الاصوات الجريحة
 لتضخ شرايينها   
وكمقابل تحيك للعابرين كلمات وداعهم الاخير 

وهكذا تظفر بنصف حياة 

**"
 المسافر غرر به  
..صدق أذرع الصوت الجريح وهي تمتد إليه 
 ..فاته ان صوته الجريح مفقوء العين 

تضاعفت حمولته بعد ان تشرب صوته بنسغ غريب
ما جعل قدماه الثقيلتان تقودانه ببربرية الى حيث اللاوجهة 


تابع القطار تقدمه 

حاول أن ينام 

انه بالفعل نائم !!

**"

أين السماسرة 
أي جحيم التهمهم ؟

المسافر يتساءل !!

..كم من ركلة كانت تلزمه ليظهر له عمق ذلك المعنى في ذلك السطر الرديء 

... إنهم تلك الخيبات التي لطالما  ترصدته خلف منعرجات الطريق  بينما كان القطار يمضي به إلى اللاوجهة 

مرة في تقاطيع حلم 
 ومرة على هيئة غراب

..هو من البداية كان يمارس خطيئة كبرى 

كان مباليا 
..كان مباليا !!

**"

 المحطة  أخيرا 

لذة الوصول أيقظت فيه الحماسة كي يشعل سيجارة 

توقف القطار ..
 المسافر يترجل  
ترف عينه 

يصرخ في وجهه الانتصار 
..مرحى أيها الطاغية .

_____________________
دلال بدر
مسافر

عن الكاتب

شاعر

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

مجلة قصيدة النثر