كل ليلة أبحث عن أسمي/ لا أجده
على مدرج الحقيقة، صعدت
بعيدا عن غرائز الأرض، وجدته يبكي غربة
في عتمة الاتجاهات،
لم اعد أملك صوتا، صرت خرساء
الوقت يركض بسرعة، فأركض
كل من عرفني بحث معي عن أسمي
أعلنت المدينة عن خيباتها
للعبور الى وجهي
كان الحنين ينام فوق وسائد النعام
والأحلام تقف دون كلام فوق شرفات ناعمة،
حينها كنت أهدهد أسراب الأسئلة لتنام في فم الرحيل
وتتناول الأشياء بهدوء الموت،
قبل احتراق الموجة الهادرة
فوق أرض، تنسل من أصابعها الحياة
و تنثر افراحها المحنطة في سماد ترابها
لتخرج أفكارا بائسة،
كغيمة عمياء تجلد صغارها ليسقطوا كل يوم،
فوق لحظة مختنقة قبل الموت
ويتدحرج من فم الصمت سؤال ،
كم بقي لي من الوقت!!!!؟
وينفذ الفجر من أصابعي، وتقف القيامة عند لهيب المعنى
يتوقف البحر عن مغازلة فرحة هاربة
وأتوقف عن البحث عمن تاهوا خلف اسمائهم
كم من امرأة فقدت اسمها لحظة انسكاب الليل في أعماقها ؟!!!!!!.
كم من امراة شعورها بالحياة تضاءل،
ورأت منها الموت يقترب، قبل الليل،
من عيون الحقيقة، كان ينظر اليها في صمت
الغريب، أنها تعرفه!!!!!!
ألتقته على ارصفة الدهشة ، وفي أزقة قلبها
أعتادت على رؤيته عاريا، يشاركها صحراء قاحلة
فوق صدره تصرخ أيامها
لم يعد يثير زوبعة في مشاعرها،
ثلاثون سنة للعبور الى وجهه كذبتها الفاشلة
لم تلتقه يوما، الوقت الذي تكدس في عظامها، يؤلمها
ينمو بقسوة بالغة، بحثت عن كلمات تتجول دافئة
في بيوت تشمر عن أكمامها للصيف
وتقهقه من براءة أحلامها
وتفلح في انتقاء مساءات تتسع الحقيقة
الحقيقة الجارفة نحو مقبرة قلبه
نحو خطوات المنفى، رقصت في متاهة البحث
عن أسم ضاع منها
كيف لها أن تجده بين زخم الطرقات؟
فاطمة الداودي
تونس