كم كنتُ بعيداً
ها أنذا عُدتُ إليكم يا أيها الطيّبون
والطيّبات، بعد نزهة/عطبة عواء
الجسد، وضرورات
التغرب،
وحُمى العراقيب التي تتواقع مجازاً،
مع عزيف الريح الجنوبية
وهجرة السنونو
تسارباً،
المهم أنني نُقّبتُ في غربال الكآبة
وجُدِعْتُ إلى السراديب المُحفّرة
بخواء الآلة، تعوجاً،
وعُدتُ إليكم بحنينٍ قد يفتك قلبي
آن، عدتُ كطائر البجع في
بدايات موسم
الخريف،
وكنازح من منطقة قصفتها طائرات
إف-22رابتور، فلم يتبقى فيها
سوى ذكرى على طاولات
الشطرنج،
كم كنتُ بعيداً، وقتما تراءى من حولي
قناديل البحر وعادوا إلى حيث
النزعة الشصي،
وكم كنتُ على بُعد مقربةٍ، وقتما انسحبت
الشهب من مدارات القمر، وخلّف
ومضة قد تسرق الأضواء،
كم من الوقت مرّ سريعاً، وأنا أشهب
يراعاً من تحلّقي بغضيض الاشياء،
الموسيقي- السهر- الصديقة
العذبة- والقوارير من
الغزلان،
ها أنذا يا أيها الأنس/الجن حملتُ على
أيكة الصراط بثوراً تغوي وميضاً
على أفريز الهاوية المُتآكلة
التي تتهرب من مِنْاكِبها
المُضطربة، عوداً !.
عبدالرازق عثمان