…أمّا
حين تعودين
حين ينهمرُ تعبُ الشّكِّ واليقين الى أسفل قدميك
حين تشلحين كعبَك العالي على أعمدةِ الهذيان
حين تنتابك الهِرّةُ ويميل صوتك نحو المواء
أعرفُ أنَّ لا مفرَّ
من الشّعر
من الغناء
من الصلاة
حينها
لن آكلَ جسدَكِ المقدّسَ
بل
سألوكُه لوكاً فظيعاً وأقرقشُه محمّصاً
كبُنٍ عدنيّ
وألحسُ قشوةَ أنفاسِك عن شاربيّ بميوعة
وأبلعُ ريقي بشدّة
سأغرق في فنجان قهوة
وبهدوء
سأحمل مقهىً ورصيفاً وخادماً يشيلُ الشعرةَ من العجين بلمح البصر
كيلا تحترق في أتون كلماتنا
سأحاول أن أكون على قيد الحياة
ولو مشوياً عالقاً في لثّتِك
سأحاول اختلاقَ الأعذارِ لأولدَ في مغارة بيتَ لحمِ فمِكِ الجميل
سأحاول تحليةَ مياه بدني وأصلي عليها وأرشّها على سهول القمح كيلا تنموَ رزيلةٌ في بدني
وحين يتكدّسُ الفراغُ بي لا بدَّ من دلقِ جِرارِ أسرارِك في صوتي
هكذا سأحيا
مشقوقاً كزرٍّ ناقصٍ من ياقةٍ كأنني أختنقُ بحبّة هواء.
أعدكِ ألاّ أكتبَ بعد الآن
إلا عن السقوط الحرّ من هواياتك
عن الادرينالين
عن قدمك الواقفة كالسيخ
عن بنطلون الجينز المخزوق فوق ركبتيك
عن ساقيك يطلّان كفأرة من خلف الخزانة
عن جزدانك الذي يتّسع لجرّتي غاز
عن التقصيف في شعرة تقلق مرآتك
عن كيف ينظرون اليك تدخلين
عن يموتون لانّك خرجتِ
عن يقولون من هو كيلا يسألوا من هي
عن محاولات اختراق صفحتك على الفيسبوك
عن الفايبر اللعين
عن الواتس اب الارعن
أمّا
حين تعودين
سأنشر عمود الارسال على راس الجبل وادحرجه الى قعر الوادي
ساقطع دابر الهوت مايل ايضاً وأعيد الكون الى الحمام الزاجل وسعاة البريد على دراجات بصندوقة امامية وطقم كحلي
ساقرأ مكاتيب الغرام للعاشقين وللارامل واكذب عليهم وأخبرهم بان عشّاقَهم ليسوا بخير
أمّا
حين تعودين
كوني بخير .
نهيد درجاني
ياسمينة على حافة العمر