هو ،
مَن مشى بخفّة
فالتفتت إليه بسرعة .. كل الأشياء
يجلس لوحده
ممتلئاً بوجوه الغائبين والغرباء
يركن الحرف إلى الزاوية ..ليرى
كيف يصير النص حمامة في الهامش
وهو سيد النبلاء ..
متهم بالغَيّ
ويقول الحقيقة دائماً ..
إذ ينظر بعينيه وقلبه معاً ..
فتصير الندوب عباءات طهر .. وصفاء
يتأمل الحياة في غيابه .. بينما تبتلعه
فيظهر وجهه في توقف الساعات .. كامل البهاء
يشرب من خابية لاينضب ماؤها؛
يوزع الشعر مجاناً للكل على حد سواء
معروف باللامبالاة وهو شديد الشرود
يفكر بالمعاني كثيراً ... كمالوأنه يراها أشلاء
يقدم روحه على طبق من نثر ..
فضي الهيئة .. والقمر يشبهه
يحاكي المرايا ويصحح وجهتها
حين تُحدث الغباشة في الرؤية ... بعض ابتلاء
كلما اصطفى فكرة لنفسه .. ودافع عنها
قالوا : تلك لنا ...
و وجّهوا نحو رأسه رصاصة
ليحرقوا الإنسان فيه ..
ويدفنوا خادم الشعر ...
رغم أنه مصلوب بفطرته ... لايعارض
وسيبقى حياً كخاتم الأنبياء
لاتراه ..
رغم أنه كثير الضوء
وفيٌّ للمعنى ..
يُخفي ائتلاقه ... تحت نور الشمس
ويمضي خلف الظل ... ناقص التشكيل رغم ضبطه
كامل في نقصانه ... حاضر في الذاكرة دوماً
لايجرح حجراً .. لكن الصور توقظ وجعه
كغيم قلبه ... يمطر خيراً في السماء
تراه يمر خفيفاً على ثقب الإبرة .. كخيط
يحلم كثيراً على أرض ميتة
يكتب عن التناقض والفلسفة وليس بفيلسوف
يتلاعب بالألفاظ كساحر .. يقلب الهشاشة دهشة
حتى تترداف الحياة والموت في مفرداته
ينام كبرعم في اللغة ...
يتمنى لو يموت الشاعر بداخله
ويولد كماالأطفال في العراء .
لينا العجي