..
كلّ الّذينَ،
كتبوا عن الجمالِ لم يكتبوا مرّةً واحدةً
عن يدِك.
انتبهتُ،
وأنا أتمشّى في حقلِ النّور على موضوعةِ الجمالِ
الّتي لم يكتبْ عنها أحد، وفكّرتُ في كلّ هذه اللّامساتِ
منَ الضّوءِ الّتي تركتها يدُ الله على روحِ الأشياء
وذهبتُ بعيداً في تفسيرِ هذا البُعدِ الّذي تُحدثُهُ
في البعيدِ.. البعيدِ.. كيمياءُ اللّمسة.
كانتْ،
الفراشةُ تحطُّ على ميسمِ الزَّهَر.
تلمسُ الرشيمَ فتتفتّحُ وردةٌ في الطّريق.
كانَتِ الطّريقُ إلى النبعِ جافّةً وموحشةً تكثرُ على
جانبيها نباتاتُ الطّيّونِ والشّوفانِ. زمنٌ طويلٌ
مرَّ ولم تطأها قدمان أو تُخضّبْ تربتَها
دمعةُ عاشق.
المسألةُ،
ذاتُها عنِ اليدِ الّتي ترطمُ الأشياءَ فتُحدثُ،
انقلاباً.
عنِ،
اليدِ الّتي ترسمُ.
اليدِ، الّتي تذهبُ في الأحراشِ البعيدةِ.
اليدِ الّتي تُسافرَ في أدغالِ الحكاياتِ وحبورِ الينابيعِ
وتقرأ شجرةَ الحياةِ.
اليدِ، الّتي تستعيدُ الغبطةَ الكامنةَ في الأنهارِ.
اليدِ الّتي تحرُثُ في أرضِ اللّونِ الأولى بحثاً عنْ حجرِ
الغوايةِ الضّائع.
اليدِ الّتي تشقَّ مجرى الينابيعِ.
اليدِ الّتي تتعلّمُ رقصةَ الفرحِ فتصنعُ ابتسامةَ النّهارِ
وينبضُ شريانُ العالَم.
عنِ،
اليدِ الّتي تكتبُ.
اليدِ، الّتي تصنعُ معاجمَ الشَّغَفِ
اليدِ، الّتي تشعَّ منْ أهوالِها مدائنُ الرّوحِ.
اليدِ، الّتي تُمسِكَ بشرارةِ العالَمِ
اليدِ، الّتي تفدحَ باليقينِ الصَّعبِ
وتأخذُ العالَمَ معها،
وتتمشّى.
يدُكِ الّتي،
يدُكِ الّتي تُثيرُ اللّغةَ.
تلمسُ غصناً فتتفتّحُ، وردةٌ.
تلمسُ وردةً فيُحلّقُ عصفورٌ في المكان.
يدُكِ، الّتي
لم يكتبْ عنها في علومِ الجمالِ، أحد.
..
أيمن معروف