هدوءٌ هشٌّ
..............
ذبابةُ الوقت تطنُّ برأس اللحظة
خراطيمٌ معلّقةٌ ..مسافةَ نبض
خراطيمٌ مهملةٌ .. مسافةَ صمت
تكتكةُ قطراتِ سمفونية .. بجعة سوداء
(الأسبرين) محلّيُ الصنع .. بطلُ المشهد
(اليود المستورد) خارج التغطية
أحاديثُ الوجوه خلف الكمّامات ..لا تنطق
سربُ نوارس بصدريات بيضاء
ملائكةٌ تتنزهُ بسراويلِ قامةٍ طويلة
( الرحمة )في أعلى مناسيبها
لا أسئلة والإجاباتُ وافية...
المدُّ لعبةُ القمر ..فما شأنُ الجزر ؟؟
لذيذةٌ هي خيوط الشمس تتقطرُ دافئةً محمّلةً بزخاتِ مطرٍ ..(شرائط دعاء)
لكَ أن تتعرّى ..
النظراتُ كِساء الروحِ..ورقةُ نعناعٍ خضراء
كم بقي من الوقت .. ربما لحظة ..شهقة ..صرخة
لا جدوى لمصاطبِ الإنتظار
فالقطارات مسرعة
ركبٌ يلحقُ ركب ..سباقٌ محمومٌ مع الوقت
قد تغمضُ الجفون لكن قناني الأوكسجين ساخرة
أدلفُ خفيفاً إلا من ذنوبي
لغرفِ الأورام زهورٌ تنمو... وتنمو
أُربّتُ بيميني يساري .. افسحُ للاخر ليدلُفَ قلبي
علّه يقي قصيدته جمهورها الأخرس
أُصغي للغريب علّهُ دعاءٌ يُستجاب
أفرشُ سجادةَ تصبُّري وخلفي أسرّةٌ تُصلي فرض الأنين ..
ضوءٌ برذاذ التعقيم
أصابعُ الليل مبتورةٌ لا تقوى فكَّ أزرار الداءِ اللعين..
ركبٌ يلحقُ ركب ..طبقٌ يعلو طبق
( ٢ )
لا تبكي ...
ما عاد الموتُ يقوى أن يُناديكِ
سأبكي بدلاً عنكِ كي أحيا فيكِ
تباً ....
وألفٍ لمصلٍ باردٍ معلّقٍ في أعلى السقف
بدعوى أنه (يشفيكِ)...
هذا مصلُ دمي أما كان أولى أن يسري فيكِ !!!
ما عدنا نخشى برق الموت
وهذا الرعدُ صوت أساور تنزلقُ لفضة يديكِ..
ااه ما أوحش هذا الفجر
فإذا ما لاح الصباحُ أكلَ الجرادُ حديقة الضياء ..
سُحبٌ سوداء ..أمطار ورياح
بكاءٌ يتعالى من صوت مذياع يرافقهُ نحيبُ دمٍ ونواحُ قناني المصل..
موتٌ موشح .. ابرةٌ مغروسةٌ بعمقِ الجرح
(ستكون بخير ) أُكذوبة كُلِّ فجر ...
وأيُّ خيرٍ في مصلٍ يحرقُ الدم ..فروةَ الرأس.. ويطفئ بريق الوجه عنوةً ؟؟؟
يا وجهها الشاحب يستهزءُ بأغطية المشفى
قميصٌ لم يُكوى...
أيُّ نارٍ فيكِ .. أيُّ جَذوة..؟!
كيفَ وزعتِ على الموت المنَّ والسلوى ..؟!!
حيدر غراس