لا شيء وراء الشجرة
سامي المسلماني
القرنفلة ليست، فقط، فستانا ابيض
يتبختر في حدائق القلب،
هي أيضا كهرباء في الرأس،
يضيء فوانيس لاتنتبه إليها إلا
الأشجار...
كل فانوس يضيء جزءا من الكهف،
لكنها عندما تجتمع في حفلة
الضوء الخارق
تتسلل مشاعلها إلى متاهات الحياة
وتعريها...
الحياة شاشة مستطيلة الشكل
مثبتة إلى جدار
بمسامير عملاقة،
نشاهدها والوقت يمر تحت انوفنا
بين السخرية والاحتراق،
نشاهدها والمكان لا يكاد
يثبت تحت أقدامنا،
ننبشها بعيوننا
بحثا عن سر وجودنا،
نلاحق الوانها
باسناننا
العاشقة
لتفاحها،
باظفارنا نخدش حياءها
كي نقول للهواء:
نحن مازلنا نتنفس.
بأصابعنا نداعب انسامها
ونسرق لحظاتها،
باقدامنا ندوس أشواكها
كي ندرك اللذة
والشبق،
بصدورنا نواجه الغياب
ونقتفي اثر العطر
المراوغ....
الشاشة الكبيرة
ستنطفئ يوما،
ستصبح قماشة سوداء،
سترحل الاسنان
والعيون
والصدور
والاصابع
و الأظفار،
سيضيع العطر
والتفاح
و النسيم...
ستغوص الكهوف
في صخورها
وظلامها
وخفافيشها....
لا شيء وراء الشجرة
غير خرافاتنا.