مجلة قصيدة النثر

اصوات شعرية

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

حين أكتبك _ رولا أبـو صـعب



حين أكتبـكَ 
_____________

يفرُّ الليلُ مِن عيونِ الأَرصفةِ دونَ مقدماتٍ
ويَبقى المِعقَدُ وَحيداً بِلا أقدام 
بِلا أصواتٍ ..وبِلا أجراس 
كحجارةِ الحكاياتِ السّود
تَنزلقُ مِن فَوقِ القَناطرِ الرثَّة 
رويداً رويداً
وتُبقي الهَوى يَنزفُ فِي خلاءِ مَنفاها 
يُترَكُ المكانُ شَاغراً....لبرهَةٍ قَصيرةٍ 
فالأنفاسُ الثّخينةُ سَتغزو المَصابيحَ الخافتة 
...حتماً
وتُشعل في كلِّ زاويةٍ لَها حكايةً مذيلةً 
ب نرجسةٍ صغيرة 

وحدَه  - اسمكَ - مَن يَهبُ الجهاتِ نقطَة 
الشروقِ كل حينٍ
ويَصعدُ أدراجَ القلبِ درجةً درجة 
ليصلَ بخفّةِ المشتاقِ  ذروةَ الالتماع
هناكَ حيثُ أنتَ / تُطلّ على حَرائقي
دفعةً واحدة ..وبدونِ ترددٍ
تَنهدم كشفقٍ  مكلومٍ في جوف السحاب 
وتغيب تغيب 
ما عادَ يعنيكَ تيار الرّماد ولا ذاكَ السّراب
المدفون في الذاكرةِ ولا البيوت
تُقسِّم النبضَ بالتَساوي عَلى قَلبينا بهجسٍ أنيقٍ
لا عليكِ
   ثمّة نفق صغير ....ونصل

قريبٌ / كدمعةِ الأشرعة الراحلة
التي تَهوَى العبثَ بتفاصيلِ كَينونتها
تُعيدُ تشكيلَ حدودِها  ورموزِها
كنايٍ بألفِ لحنٍ ..إطارٍ بألفِ صورةٍ
وتاريخ بألفِ طورٍ وحشد 

بعيدٌ أنتَ / ك روحٍ هامدة 
لا تَكتفي بمعطفٍ واحدٍ ..ولا مَوعدٍ رَتيبٍ
حيث لامواقدَ هُنا
فالجَّمرُ تَبرأ مِن حَطبهِ الصّارم
يدّعي مرارةَ التكهّن 
والفراغُ راهنَ علَى استقالةِ المَطرِ
عندَ أول لحنٍ سَينشقُ مِن فمِ سَمائه ِالمظلم

هكَذا أراكَ
وأتوهُ في الطريقِ الى عينيكَ
وما مِن صفعةٍ فُجائيةٍ تُعيدُ الصّوابَ إليَّ
أرغبُ بالغرقِ مُجدداً 
للتّماسِ مع البحرِ مِن دونِ مِلحٍ ولا هويّة 
لقاءٌ جديد  ..عِناقٌ جَديد 
وقِيامةٌ جَديدة 
ربّما تكونَ الانتمَاء 

رولا أبـو صـعب

عن الكاتب

شاعر

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

مجلة قصيدة النثر