اختارُ مِنكِ ما يُشبهني
في زاوية بآخر شارعنا المنحني
طول عمره .
شارعنا الذي ينوح صامتاً،
يتألم كثيراً لما ينكسر ضوء الشمس..
تاركاً ظلي على الحائط ..
مصلوباً كخيالِ الحقلِ .
أنزوي في الليل ،
طارداً كل أفكاري النهارية المتوحشة،
أَكنُّ في غرفتي الوحيدة ...
بعد أن استحم بمرحاضها الصغير...
وأمشط شعري على مرآتي،
الكائنة خلف باب الغرفة .
لم يفوتني قبل النعس..
مناقشة حلم الليلة ،
والتنبيه مشدداً عليه ألا يتعبني معه،
يسيبنا ناخد راحتنا على الآخر.
لم يكن خالياً وقتها،
صندوق البريد الموجود في حائط بيتنا.
لما مَرَّ ساعي البريد،
قلت له ياعم :
حاسب لو سمحت ،
الوردة مازالت بالندى ،
وأخاف على قُبلاتي من خضخضة
البسكلتة .
مرحى بهذا الضابط ،
الذي كان بكمين الامس،
الذي ابتسم لما وقعت صورة حبيبتي
على الأرض أمامه قائلاً:
حظك حلو ياعم
مش هانشوف التراخيص ...
ثم اتكأ على الحاجز الحديدي
يعزف الهرمونيكا .
قالت التي اندهشت،
يا استاذ هو أنت ليه كدا.
بصيت لنفسي،
لم يكن ثَمّة شيءٍ مُلفتٍ،
غير ذلك البلياتشو الذي يشبهني..
ونفس الدمعتان على خدينا.
العصافير التي هشيتها،
أول الشتاء..
إلى الآن لم تصلُ .
وقفت على رموش عيني،
تنصت للحن عاطفي..
لم تعرف ان حبيبتي،
لم تُجهِّز قُبلتها بعد .
_________
عاشور الزعيم
مصر فبراير 2021