معراجُ إلى موت آخر
قالت سيلفيا بلاث :
الموت...! فن ككل شيء آخر
وإني أتقنه تماماً..
*****
لو تدركين يا سيلفيا كم هو موجع
الفن في الموت
والفن في القطيعة أيضاً
يلوكُ قلوبنا بشراسة
ويقتل أرواحنا الحنينُ كيمامة
وأنا يا سيلفيا البحر المضرج بالدمع
وأغاني البحارة الممزقة
افترسني الموت..
ونحت قلبي شاهدة لقبر مؤجل
وفيما كنت أمنحه الدفء
في ليالي تشرين الباردة
كان ينسج من شَعري شبكة
للفراشات الهاربة من البرد
أصبحت يا سيلفيا مصيدة لفراشاته
ليست الأشجار وحدها تعرف وجع الفأس في الخاصرة
أنا أيضاً في خاصرتي فأس
ومئات الخيبات والهزائم
كم هو موحش المطر الآن
لم أعد أشمّ رائحة من أحب فيه
أوليست حاسة الشم هي حاسة الرغبة؟
اسألوا العشب عن ذلك..
(هذا ما قاله يوماً لحبال المطر)
سأرتدي من جديد معطفي المطري
وأتسلل كالضوء من بين أصابعه
سأطلق من فمي ألف أغنية وقصيدة
وضحكات تمطر ندى
تلمّح دون أن تقول
سأطلق الشراع المقيد
وأرفع المرساة العالقة في الرمال
سأحبّ بكل ما استطعت من قوة
*******
الحق يا سيلفيا
أن الحب هو مطيّة الدرب
وكما الموت فن
الحب أيضاً فن ، ككل شيء آخر
وإني أتقنه تماماً
عفراء. م. حيدر